قصفت قوات النظام صباح اليوم بلدات كفرزيتا والزكاة ومورك وحلفايا بريف حماة الشمالي بالمدفعية، ما أدى إلى وقوع جرحى ومصابين من المدنيين، فيما تستمر المناوشات المتقطعة بين مقاتلي فصال المعارضة وقوات النظام على خطوط التماس والمواجهة، حيث دمر مقاتلو الفصائل دبابة لقوات النظام وقتلوا طاقمها على محور الجبين بريف حماة الشمالي جراء استهدافها بصاروخ يوم أمس السبت.
هذا فيما أفادت وكالة “سانا” بمقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح جراء سقوط خمسة صواريخ على بلدة قريبة من مدينة القرداحة بريف اللاذقية.
جاء ذلك غداة الإعلان عن وقف لإطلاق النار في إدلب بعد ثلاثة أشهر من التصعيد من قبل قوات النظام، حيث تشهد المحافظة ومحيطها هدوءا حذرا مع توقف الغارات والقصف الجوي على مدى يومين متتاليين.
وقالت هيئة تحرير الشام إن “أي قصف أو اعتداء يطال مدن وبلدات الشمال المحرر سيؤدي إلى إلغاء وقف إطلاق النار من جهتنا ويكون لنا حق الرد عليه”. فيما صرح قائد العيئة العسكري، أبو محمد الجولاني، أن مقاتليه لن ينسحبوا من المنطقة المنزوعة السلاح في شمال غرب سوريا، وما لم يأخذه نظام الأسد عسكريا وبالقوة لن يحصل عليه سلميا بالمفاوضات والسياسة.
وتشهد محافظة إدلب ومحيطها هدوءا حذرا مع توقف الغارات منذ دخول الهدنة التي أعلنت قوات النظام الموافقة عليها استجابة لطلب روسي، عند منتصف ليلة يوم الجمعة الماضي، بعد ثلاثة أشهر من التصعيد.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهدوء الحذر مستمر منذ ذلك التاريخ بعد غياب الطائرات الحربية السورية والروسية عن الأجواء وانخفاض حدة الاشتباكات المباشرة على الجبهات.
ولم يسر توقف الغارات والاشتباكات على تبادل القصف المتقطع بين الطرفين، إذ أفاد المرصد عن إطلاق قوات النظام عشرات القذائف على ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، مقابل إطلاق الفصائل قذائف على ريف المحافظة الغربي وريف محافظة اللاذقية الساحلية المجاورة لإدلب.
ويقول متابعون للشأن السوري إنهم لا يرون أن وقف إطلاق النار سيكون دائما، ذلك أن “الأسد لن يتساهل إطلاقا مع بقاء إدلب خارج دائرة نفوذه”، معربين عن اعتقادهم بأنها “حيلة ذكية بإيعاز روسي على الأرجح بهدف تعزيز مصداقية وفعالية محادثات أستانة، في وقت كان بدأ فيه التشكيك جديا بفعاليتها”.
وتبدو خيارات الفصائل في إدلب عمليا محدودة بينما يخشى المدنيون استئناف التصعيد في أي لحظة، إذ يرى المتابعون أن الفصائل “بين مطرقتين”، “إذا لم توافق فهذا يعني استمرار روسيا في قصف المناطق المدنية وارتكاب المجازر في ظل صمت دولي، وإذا وافقت فهي غير قادرة على الثقة بروسيا التي يحفل سجلها بعدم الالتزام بالاتفاقات”.
وتسبب التصعيد الذي نفذته قوات النظام على محافظة إدلب وما حولها من مناطق سيطرة فصائل المعارضة وطال منشآت مدنية بمقتل نحو 790 مدنيا منذ نهاية نيسان/أبريل الماضي وفق المرصد السوري، ودفع أكثر من 400 ألف شخص الى النزوح، وأعلنت الأمم المتحدة مؤخرا أنها ستحقق في عمليات “التدمير والأضرار التي لحقت” بمنشآت تدعمها في المنطقة.