تشهد محافظة إدلب موجة نزوح كبيرة من ريفها الجنوبي إلى مناطق أكثر أمنا بالريف الشمالي بسبب الأعمال العسكرية والحملة العنيفة التي تشنها قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي والمليشيات الإيرانية والتي أسفرت حتى اليوم عن سيطرة هذه القوات على العديد من المدن والبلدات كان آخرها مدينة خان شيخون بعد أن انسحبت منها فصائل المعارضة على وقع القصف الجوي والمدفعي والصاروخي المستمر لأكثر من عشرة أيام.
حيث ذكر “منسقو الاستجابة” في تقرير توثيقي نشر الوم الأربعاء أن قوات النظام هجرت عشرات الآلاف من العائلات السورية، من أماكن كانت مدرجة ضمن المنطقة منزوعة السلاح بإدلب وحماة بموجب تفاهمات أستانة بين روسيا وتركيا، خلال عشرة أيام فقط.
وجاء في التقرير أن الحملة العسكرية المستمرة على مناطق في إدلب وحماة من قبل قوات النظام والقوات الروسية أسفرت عن تهجير (31713) عائلة، (197574) نسمة، وذلك خلال الفترة الواقعة بين 11 و21 آب/أغسطس فقط.
وأدان الفريق استمرار الأعمال العسكرية “العدائية” من قبل قوات النظام وحليفتها روسيا ضد المدنيين في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها، والرامية إلى إفراغ “المنطقة المنزوعة السلاح” من المدنيين.
وجدد الفريق مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين في محافظة إدلب، كما طالب المنظمات والهيئات الإنسانية ببذل المزيد من الجهود وتقديم المساعدات العاجلة للنازحين المتضررين من الحملة العسكرية الأخيرة.
وسبق أن وثق الفريق تهجير أكثر من 14216 عائلة، ما يقارب 92 ألف مواطن، وذلك خلال أيام عيد الأضحى الأربعة فقط الممتدة من 11 إلى 14 آب من العام الجاري.
يشار إلى أن الحملة العسكرية الشرسة المستمرة منذ حوالي 6 شهور من قبل قوات النظام وحلفائها على مناطق بمحافظتي حماة وإدلب تسببت بتهجير أكثر من مليون مواطن إلى مناطق أكثر أمنا في عمق المناطق المحررة شمالا، حسبما أفادت إحصاءات محلية، في حين قدرت الأمم المتحدة عدد المهجرين بحوالي500 ألف، وهي لا تشمل إحصاءات الشهر الأخير.