اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن سيطرة قوات النظام السوري على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي “مشروعة” ولا تعد خرقا لاتفاقات سوتشي وأستانة الموقعة بين روسيا وتركيا.
حيث قال لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو اليوم الاثنين، إن “دعم القوات الجوية الروسية لعمليات الجيش العربي السوري في منطقة خفض التصعيد في إدلب، لا ينتهك أي اتفاقات سواء في أستانة أو سوتشي”.
وأضاف لافروف أن الاتفاقيات تستثني “المجموعات الإرهابية ولا ينطبق عليها أي اتفاق”، في إشارة إلى هيئة تحرير الشام التي تسيطر على أجزاء من محافظتي إدلب وحماة، ومصنفة على قائمة الإرهاب عالميا كونها تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
واعتبر وزير الخارجية الروسي أن قوات النظام “قامت بتصفية هذه البؤرة في خان شيخون، وتم ذلك بشكل شرعي وضروري، من حيث تحقيق الأهداف التي حددها مجلس الأمن الدولي لحل المسألة السورية”.
وسبق أن كشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في باريس يوم الاثنين 19 من شهر آب/أغسطس الجاري، أن “90% من إدلب هي تحت سيطرة الإرهابيين، وروسيا ترصد نقل مسلحين من إدلب إلى مناطق أخرى في العالم، وهذا شيء خطير للغاية”، مؤكدا أن “روسيا تدعم جهود الجيش العربي السوري للقضاء على الإرهابيين في محافظة إدلب”.
وكانت قوات النظام السوري سيطرت على مدينة خان شيخون ومدن وبلدات ريف حماة الشمالي مؤخرا بدعم مكثف من سلاح الجو الروسي، بعد تقدم سريع من شرق وغرب خان شيخون، وانسحاب فصائل المعارضة منها خوفا من إطباق الحصار عليها، الأمر الذي اعتبرته أنقرة خرقا لاتفاقات وتفاهمات سوتشي وأستانة.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان قد اتفقا في سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018 على إقامة منطقة خالية من السلاح “عازلة” بين مناطق سيطرة قوات النظام ومناطق سيطرة فصائل المعارضة بعرض 20 كيلومترا، وتتولى الشرطة التركية الإشراف عليها، إلى جانب تسيير دوريات مشتركة فيها.
وتمتد هذه المنطقة من الخط الممتد من دارة عزة إلى الأتارب، وصولا إلى سراقب ومعرة النعمان، ثم تغطي في الجنوب مدن خان شيخون وكفرزيتا ومورك وصولا إلى كفرنبل، في حين تضم من الجهة الغربية مدينة جسر الشغور حتى بلدتي محمبل والبارة.
لكن رغم الاتفاق بدأت قوات النظام بدعم روسي حملة عسكرية في المنطقة في شباط/فبراير الماضي، وصعدت من حملتها منذ مطلع شهر نيسان/أبريل وانتهت بالسيطرة على خان شيخون وريف حماة الشمالي مؤخرا.
وأشار لافروف أيضا إلى أن الوضع الحالي لا يسمح بعد بتنظيم دوريات مشتركة للجيشين الروسي والتركي في المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب، كما اتهم لافروف الجانب التركي بعدم تنفيذ بنود الاتفاق عندما قال إن “الضربات التي كانت توجهها الجماعات الإرهابية (ضد قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية)، كانت تمر فوق رؤوس نقاط الرقابة للقوات التركية”، المنتشرة في منطقة إدلب.