اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، يوم أمس الأحد، الهجوم الذي ينفذه الجيش التركي بالتعاون من الجيش الوطني السوري على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في الجزيرة السورية انتهاكا للقانون الدولي.
حيث قال ماس عبر قناة “زد دي إف” التلفزيونية “لا نعتقد أن شنّ هجوم على وحدات كردية أو مليشيا كردية أمر مشروع في نظر القانون الدولي”. وأضاف “إذا لم يكن هناك أساس قانوني لمثل هكذا غزو، فلا يمكنه أن يكون متوافقا مع القانون الدولي”.
ومنذ التاسع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري شنّت تركيا هجوما عسكريا على مواقع ودات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا والتي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلّحا ضد الدولة التركية منذ 1984، وذلك بموجب اتفاقية أضنة الموقعة بين سوريا وتركيا والتي تسمح للقوات التركية بدخول الأراضي السورية لتنفيذ أعمال عسكرية وأمنية ضد أي تهديدات تعتبرها الحكومة التركية تهديدات أمنية.
لكنّ العملية العسكرية التركية جمّدت بموجب اتفاق توصّل إليه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في أنقرة يوم الخميس الفائت ونصّ على “تعليق” كل العمليات العسكرية في شمال شرق سوريا لمدة 120 ساعة تنتهي يوم غد الثلاثاء ينسحب خلالها مقاتلو الفصائل الكردية من “منطقة عازلة” بعمق 32 كيلومترا، وطول 444 كلم على طول الحدود السورية التركية في الجزيرة السورية، ليعود إليها قسم كبير من أصل 3,6 ملايين لاجئ سوري مقسم في تركيا منذ سنوات.
وقال ماس “سنفعل كل ما في وسعنا لضمان استمرار وقف إطلاق النار هذا لمدة تزيد عن خمسة أيام ووضع حد للغزو”.
وكانت برلين قد أعلنت عقب الهجوم التركي على الفصائل الكردية وقف تسليم تركيا أسلحة يمكن أن تستخدم في الهجوم. وقد بلغت قيمة صادرات الأسلحة الألمانية عام 2018 إلى تركيا 242,8 مليون يورو، ما يساوي ثلث القيمة الإجمالية لصادرات الأسلحة الألمانية (770,8 مليون يورو).
جاء هذا فيما انسحبت القوات الأمريكية من أكبر قواعدها العسكرية في مطار صرّين على بعد نحو ثلاثين كيلومترا جنوب مدينة عين العرب “كوباني” تنفيذا لقرار الرئيس دونالد ترامب الأخير بسحب نحو ألف جندي من تلك المنطقة.
وأكدت وكالة فرانس برس أن أكثر من سبعين مدرعة وسيارة عسكرية ترفع العلم الأمريكي عبرت إلى مدينة تل تمر في محافظة الحسكة، بينما كانت مروحيات برفقتها تحلق في الأجواء.
وتعتبر قاعدة صرّين الأكبر للقوات الأمريكية في شمال سوريا، وهي القاعدة الرابعة التي تنسحب منها” خلال نحو أسبوعين، حيث انسحبت القوات الأمريكية، خلال الأسبوع الماضي، من ثلاث قواعد أخرى، بينها قاعدة في مدينة منبج وأخرى بالقرب من عين العرب.
وبذلك باتت جميع القواعد التي اتخذتها القوات الأمريكية في محافظتي الرقة وحلب خالية، فيما لا يزال الأمريكيون يحتفظون بقواعد في محافظتي دير الزور والحسكة، بالإضافة إلى قاعدة التنف جنوبا.
وبدأت واشنطن تنفيذ قرارها بسحب جنود من نقاط حدودية مع تركيا، ما اعتبر بمثابة ضوء أخضر لأنقرة حتى تبدأ هجومها الذي لاقى تنديدا دوليا واسعا وتسبب بنزوح أكثر من 300 ألف شخص.