كرمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ضحايا هذه الأسلحة في احتفاليتها لهذا العام بالذكرى الدولية لضحايا الحرب الكيميائية حول العالم مشيرة إلى الضحايا الذين سقطوا أو أصيبوا في سوريا خلال المجازر التي ارتكبتها قوات النظام السوري وخصوصا في الغوطة الشرقية 2013.
وقد تضمن برنامج يوم الاحتفال جلسة تذكارية في قاعة إيبر، بمشاركة رئيس المؤتمر وممثلي الدول الأطراف في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والحكومة الهولنديية وبلدية مدينة لاهاي، يوم الجمعة الفائت.
من جهتها أيضا قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن لديها أدلة على ارتكاب قوات النظام السوري جرائم حرب باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وقالت الوزارة في بيان لها في الذكرى الدولية لضحايا الحرب الكيميائية: “في ذكرى هذا اليوم، نتذكر ونكرم جميع ضحايا الحرب الكيميائية، إن استخدام المواد الكيميائية كأسلحة تسبب في سقوط قتلى وحدوث إصابات مروعة في تاريخنا الحديث”.
وأضاف البيان أَن الولايات المتحدة تؤيد الحظر الكامل على إنتاج واستخدام الأسلحة الكيميائية وتحض على التنفيذ الكامل لاتفاقية الأسلحة الكيميائية. كما شدد البيان على دعم الولايات المتحدة لعمل المنظمة من أجل حظر الأسلحة الكيميائية.
وتابع بيان الخارجية الأمريكية، نقلا عن حساب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس عبر “تويتر”: “للأسف، هناك أماكن في العالم يستمر فيها استخدام الأسلحة الكيميائية دون عقاب”.
وأردف البيان: “في سوريا يستخدم بشار الأسد الأسلحة الكيميائية كل عام منذ انضمام سوريا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013. لقد قدمت الولايات المتحدة مؤخراً أدلة على أن النظام السوري استخدم غاز الكلور كسلاح في أيار/مايو 2019 وغاز السارين في آب/أغسطس 2013 في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 مدني.. إن الأسد مسؤول عن فظائع لا حصر لها، بعضها يرقى إلى مستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وتشمل هذه الفظائع استخدام الأسلحة الكيميائية”.
ودعا البيان نظام الأسد إلى إيقاف استخدام هذه الأسلحة المحرمة، في وقت أشادت الولايات المتحدة بالعمل المستمر الذي تقوم به منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا وبالأخص جهود المحققين التابعين للمنظمة، والذين يعملون على كشف المسؤولين عن استخدام تلك الأسلحة في سوريا.
وقد بدأت الجهود المضنية المبذولة لنزع السلاح الكيميائي وكانت ثمرته اتفاقية الأسلحة الكيميائية قبل أكثر من قرن ، وقد استخدمت الأسلحة الكيمائية على نطاق واسع في أثناء الحرب العالمية الأولى، متسببة في مقتل 100 ألف إنسان وإصابة ملايين الضحايا.
مع ذلك، فلم تستخدم الأسلحة الكيميائية خلال المعارك التي جرت في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء تلك الحرب، في حين تتزايد المخاوف من انتشارها، وقد أدت تلك المشاعر إلى وجود رغبة حقيقية في حظر استخدام الأسلحة الكيميائية
وفي عام 1993، دخلت اتفاقية الأسلحة الكيمائية حيز التنفيذ في 29 نيسان/أبريل 1997، وأعلنت ديباجية الاتفافية تصميم الدول الأطراف “من أجل البشرية جمعاء، على أن تستبعد كليا إمكانية استعمال الأسلحة الكيميائية”.
وحاليا تمثل الدول الأعضاء في الاتفاقية 98% من نسبة سكان كوكب الأرض، فضلا عن 98% من الصناعة الكيميائية حول العالم، وفي عام 2013 مُنحت جائزة نوبل للسلام للاتفاقية لما تبذله من جهود مكثفة للقضاء على الأسلحة الكيميائية.
وتسعى المنظمة لتأمين مستقبل بدون أسلحة كيميائية عبر حماية وتعزيز وتوسيع قاعدة بغيضهم المنصوص عليها في اتفاقية الأسلحة الكيميائية، والمعيار العالمي لمكافحة الأسلحة الكيميائية ليس مجرد اتفاق قانوني، ولكن أيضًا إعلان أخلاقي حول كرامة الإنسانية.
كما تعمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على التأكيد أن الناجين ليسوا مجرد رموز للمعاناة، وأنهم يستحقون الدعم والمساعدة الفعالة.