أعلنت السفارة اليابانية في دمشق عن منحة إنسانية عاجلة مخصصة لدعم جهود الاستجابة الإنسانية في الجزيرة السورية، بما في ذلك النازحين في المخيمات ووسائل التدفئة والتعليم، فيما قال ممثل منظمة اليونيسف في سوريا، فران إكويزا، إن كل طفل تقريبًا في سوريا بحاجة للدعم النفسي.
وقالت السفارة اليابانية في بيان لها عبر حسابها في تويتر، يوم أمس الأربعاء، إن الحكومة اليابانية قررت “تقديم منحة عاجلة بقيمة 14 مليون دولار أمريكي” استجابة للأزمة الإنسانية شمال شرقي سوريا.
وستقدم الحكومة اليابانية المنحة عبر أربع منظمات أممية، هي مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، التي ستحصل على 6.2 مليون دولار، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” التي ستحصل على 2.8 مليون دولار، بينما ستحصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على 4.6 مليون دولار، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” على 0.4 مليون دولار أمريكي، بحسب بيان السفارة.
وبحسب البيان، سيحصل ما يقارب 524 ألف شخص من العائدين والنازحين السوريين داخل سوريا، وكذلك أفراد القرى والبلدات التي لجأ إليها النازحون على “وصول أفضل للمياه النظيفة ومرفقات النظافة”، كما “سيحصل حوالي 104 آلاف شخص على مأوى ومواد إغاثة أساسية، كالبطانيات وفرش النوم وأدوات الاستعداد لفصل الشتاء”، وسيحصل أكثر من 535 ألف شخص على خدمات صحية وطبية.
وكانت منظمة CARE الإنسانية العالمية قد حذرت من خطر اقتراب الشتاء على النازحين في شمال شرقي سوريا، وذكرت المنظمة في بيان أصدرته مؤخرا أن عشرات الآلاف يواجهون ظروفًا صعبة وبحاجة للمساعدة، مع استمرار نزوح أكثر من 100 ألف شخص من المنطقة إثر العملية العسكرية التركية على الحدود مع سوريا، التي بدأت في 9 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ودعت المنظمة إلى توفير مساعدات كافية من اللباس والوقود والسخانات والمال للنازحين، وكانت الأمم المتحدة قد قدرت في منتصف تشرين الأول الماضي حاجتها لمبلغ 31.5 مليون دولار أمريكي إضافي لتغطية نشاطاتها في شمال شرقي سوريا.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية في محافظة الحسكة بنسبة 20% منذ بدء العملية العسكرية التركية، بحسب التقرير، الذي أشار إلى لجوء أكثر من 13 ألف سوري إلى العراق نتيجة القتال.
جاء هذا فيما ذكرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في مقال نشر في موقع Forbes الأمريكي يوم أمس الأربعاء أن الحرب السورية أنشأت جيلًا من الأطفال الذين لا يملكون أي ذكرى عن السلام، ويحملون عواقب عاطفية ونفسية.
وقال ممثل “يونيسف” في سوريا، فران إكويزا، إن كل طفل تقريبًا في سوريا بحاجة للدعم النفسي، مشيرًا إلى طول أمد النزاع العنيف المستمر منذ تسع سنوات، وأن هناك 2.6 مليون طفل نازح، من بين أكثر من ستة ملايين هُجروا من ديارهم داخل سوريا، و2.5 مليون طفل لاجئ، من بين 6.7 مليون سوري لاجئ في 127 بلدًا، “أصبح النزوح الواقع الطبيعي الجديد لهؤلاء الأطفال”.
ويعيش الأطفال السوريون بخوف مستمر، من القنابل التي تقع على مدارسهم أو منازلهم، أو من احتمال النزوح المفاجئ، على حد تعبير إكويزا، مع معاناة العديد منهم من ألم خسارة أقربائهم بالحرب، وكلهم يتحدثون عن أمنية واحدة، كما قال ممثل الوكالة الأممية في سوريا، “أريد أن أعيش لليوم التالي”.
وتترك الصراعات المسلحة ندوبًا على عقول الأطفال تكون لها آثار “كارثية”، حسبما قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، “التعرض المطول للعنف والخوف والقلق يمكن أن يكون له أثر كارثي على تعلم الأطفال وسلوكهم ونموهم النفسي والاجتماعي لأعوام عديدة”.
وفي حال تم تجاهل تلك المخاوف، “يمكن أن يقود التوتر السام من مشاهدة أو المرور بالأحداث الصادمة لزيادة في تبليل الفراش وإيذاء النفس والسلوك العدائي والانعزالي والاكتئاب والتعاطي وفي أسوأ الحالات الانتحار”.
كما تعمل اليونيسف مع المنظمات الشريكة على تقديم برامج للدعم النفسي المتمركزة حول المسرح والفن والموسيقى والرياضة، إلا أنها بحاجة لمزيد من الدعم مع تقديمها طلب المساعدة الأكبر لبرامجها عام 2020، بمبلغ 4.2 مليار دولار لدعم 59 مليون طفل في 64 دولة حول العالم.
وكانت أكبر حصة من الدعم المطلوب عالميًا موجهة لمساعدة أطفال اللاجئين السوريين في مصر والأردن ولبنان والعراق وتركيا، بمبلغ 864.1 مليون دولار، وللأطفال داخل سوريا 294.8 مليون دولار.