ألقى أمين عام حزب الله حسن نصر الله خطابًا مؤخرًا حول اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، بصاروخ أمريكي لدى خروجه من مطار بغداد الدولي، وفوجئنا بأنه أخذنا إلى موضوع مختلف تماماً عن الحدث فبدأ يتحدث عن لقاء جمع الزعيم الكردي مسعود البارزاني بقاسم سليماني إبان دخول داعش عام ٢٠١٤ إلى أجزاء من العراق.
والغريب أن أمين عام حزب الله تطاول على شخصية شامخة على مستوى الشرق وقامة يشهد لها أعدؤها قبل أصدقائها. إنه رجل المواقف والمبادئ والقيم، ورجل صنع عبر تاريخه وتاريخ عائلته مجدًا تليدًا، وله تقدير واحترام كبيرين لدى الأوساط السياسية والنخب الإجتماعية والفكرية والعشائر العربية في العراق وسوريا.
مسعود البارزاني هو رمز قومي وزعيم كردي ليس له نظير ولا بديل لدى كرد العراق وسوريا على وجه الخصوص، وأيضاً لدى كرد إيران وتركيا، وكل الساسة العراقيين العرب شيعة وسنة يكنون للسيد أبو مسرور كل تقدير، سواء اختلفوا معه أحياناً أو اتفقوا أحايين أخرى، وخاض أبناؤه من البيشمركة حرباً شرسة أدت بالنهاية إلى هزيمة كبرى للتنظيم الإرهابي، وتحريرهم لأراض عراقية حتى خارج مناطق الإقليم وناحية ربيعة الحدودية خير مثال.
وتعاطف الرئيس البارزاني مع قضية الشعب السوري المظلوم، والذي عندما انتفض من أجل الحرية والكرامة، تعرّض منذ تسعة سنوات للظلم والقتل والتهجير من قبل النظام السوري وداعميه، واستقبل إقليم كردستان عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، وقدم كميات لا تحصى من المساعدات الإنسانية لهم.
كذلك استقبل الإقليم الآلاف من اللاجئين والنازحين العراقيين الذين تعرضوا لنكبة كبرى بعد دخول تنظيم داعش لمناطقهم في ظروف إنسانية ومعيشية قاهرة.
إن الرجل قدم هو وأسرته وقبيلته آلاف الشهداء، وضحوا بالغالي والنفيس، وتعرضوا للمنافي والنزوح والتهجير وفراق الوطن سنوات، وربما عقود، وجادوا بأنفسهم بشجاعة وجسارة، لكن بدون تفاخر أو استعراض.
وفي هذا المجال فإن أمين عام حزب الله جانب الصواب تماماً، ولم يوفق البتة في هذا الطرح.
إننا كعرب أبناء المنطقة، التي تشاركنا الحياة بحلوها ومرّها مع الرئيس مسعود البارزاني وأهله، وعرفناه وخبرناه عن قرب، واجب علينا أن ندين هذا التطاول، ويبقى الأخ الكبير مسعود البارزاني في أعيننا وأعين العراقيين الرقم الصعب في المعادلة السياسية العراقية.
أحمد عوينان عاصي الجربا – رئيس تيار الغد السوري