حذرت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي، من أن تنظيم داعش يواصل استعادة قوته، ما يحتم على التحالف الدولي العودة إلى المعركة التي علقت إثر قيام الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وقالت بارلي متحدثة إلى طاقم حاملة الطائرات الفرنسية، شارل ديغول، التي تبحر حاليا غربي المتوسط “الخارطة ليست الأرض: الخلافة أزيلت من واحدة، لكنها تحاول ترسيخ نفسها في الأخرى”.
وتابعت الوزيرة مخاطبة الطاقم المؤلف من ألفي عنصر “داعش يبقى قويا في سوريا، وخصوصا في المناطق التي يُقال إنها تحت سيطرة نظام الأسد، أما العراق فتشهد بلبلة بفعل وضعها الداخلي وتقلبات الخصومات الدولية فيها. وتنظيم داعش يواصل إعادة ترتيب صفوفه واستهداف القوات الحكومية فيها”.
وعلقت قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش عملياتها في العراق وسط تصاعد التوتر بعد قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في 3 كانون الثاني/يناير بضربة أمريكية قرب بغداد إثر عودته من رحلة سرية إلى دمشق.
وفي 30 كانون الثاني الفائت استأنفت القوات العراقية عملياتها مع التحالف الذي تقوده واشنطن ضد مواقع يشتبه أنها تابعة للتنظيم، فيما تواصل قوات التحالف في سوريا استنفارها ودورياتها في كل المناطق التي تم طرد التنظيم منها كما تبحث دائما عن مطلوبين هاربين قد يكونون مختبئين في مكان ما داخل مناطق سيطرة التحالف فيما يبدو التنظيم مرتاحا أكثر في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري وحلفائها الروس والإيرانيين.
وقالت بارلي “بعد فترة توقف، استؤنفت العمليات البرية”، مشيرة إلى قيام فرنسا بتدريب القوات العراقية من دون إضافة أي تفاصيل أخرى. وأكدت “علينا ألا ننسى أبدا أن مكافحة الإرهاب هي أولويتنا الأولى جميعا”.
وتابعت متحدثة للصحافيين على متن حاملة الطائرات ديغول “في السياق الخاص المتعلق بالتوتر الشديد بين إيران والولايات المتحدة، كان يتحتم استئناف هذه العمليات بأسرع وقت ممكن”.
كما أكد مصدر عسكري فرنسي من جهة أخرى أن على “التحالف ضد تنظيم داعش أن يبقى ضد تنظيم داعش وألا يصبح ضد إيران. مشيرا إلى أن خطر الانحراف ليس غائبا ومن المهم أن نذكّر شركاءنا بذلك”.
وأثنت الوزيرة على عمل حاملة الطائرات الموجودة حاليا في عرض قبرص بمواكبة فرقاطة يونانية ومدمرة أمريكية، والتي تنطلق منها يوميا طائرات رافال تحلق فوق العراق.
وتحدث قائد الأسطول الجوي على متن السفينة الضابط البحري كريستوف شاربنتييه عن توفير إسناد للقوات على الأرض. وقال “نقوم بمهمات استطلاع بصورة يومية. الوضع معقد، وإسهام طائرات رافال وهوك آيز هو محاولة الفهم بطريقة أفضل وتحديد المعالم بطريقة أفضل، سواء على صعيد الحرب الإلكترونية أو على صعيد الصور”.