نشرت السفارة الأمريكية في دمشق بيانا توضيحيا بخصوص العقوبات الأمريكية على سوريا وأثرها على تعميق جراح الشعب السوري خصوصا خلال الآونة الأخيرة وجائحة فيروس كورونا كوفيد19، مؤكدة على التزام واشنطن بدعم تطلعات الشعب السوري لتحقيق العدالة وتقديم المساعدات الإنسانية عبر الطرق الشرعية والمنظمات الدولية ذات الصلة.
وقالت السفارة الأمريكية في دمشق في بيان رسمب نشرته على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك: “لقد عانى الشعب السوري بشدة وقدم تضحيات كبيرة على مدى السنوات التسع الماضية، والآن يجب عليه أن يتحمل تحديات غير مسبوقة إذ نواجه جميعًا وباء كوفيد19 العالمي، وبينما يواصل نظام الأسد استخدام الحيل السخيفة لتقسيم المواطنين حتى خلال هذه الأزمة، فإن الشعب السوري يمكنه مواصلة الاعتماد على الولايات المتحدة للوقوف بجانبه من خلال تقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين والعمل مع فرق المهام على الأرض للمساعدة في التخفيف من تأثير الفيروس”.
وأكد البيان على أن العقوبات الأمريكية لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على دخول المواد الغذائية أو المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية والإمدادات الطبية، إلى سوريا. وأشار إلى أنه و”منذ تطبيق عقوباتنا، قدمنا استثناءات للمساعدات الإنسانية في جميع مناطق سوريا. في الواقع، هناك برامج أمريكية تعمل مع المنظمات غير الحكومية لتوصيل الأدوية والمواد الغذائية إلى جميع أنحاء سوريا تقريبًا، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها النظام. إن الولايات المتحدة ستواصل دعمنا المكثف في سوريا للصحة والمياه والمرافق الصحية والنظافة والبرامج الطبية للسكان المتضررين من النزاع في سوريا. إن المعونة التي نقدمها لمواجهة الكوارث تساعد منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في بناء المزيد من مرافق المياه والصرف الصحي والمنشآت الصحية في المخيمات وأماكن النازحين غير الرسمية عبر شمال سوريا لمنع انتشار الفيروس”.
كما لفت بيان السفارة الأمريكية إلى أنه في الشمال الغربي من سوريا “يزداد الوضع سوءًا بسبب نظام الأسد واستهداف روسيا المتعمد للمستشفيات والعيادات الطبية في هجماتها على إدلب، والسيطرة السخيفة على مساعدات الإغاثة لمعاقبة الشعب السوري. أما في الشمال الشرقي، فإن قدرة المجتمع الدولي على تقديم المساعدة الإنسانية تكتنفها التعقيدات بسبب الإجراءات الروسية السخيفة والتي تمت إدانتها على نطاق واسع في مجلس الأمن الدولي في كانون الثاني/يناير لإغلاق نقطة العبور الوحيدة للمساعدات الإنسانية التي سمحت بها الأمم المتحدة إلى تلك المنطقة”.
ونوهت السفارة بأن الإدارة الأمريكية ما زالت على اتصال منتظم مع شركائها في مجال الإغاثة الإنسانية لرصد تأثير وباء كوفيد 19 على اللاجئين والأشخاص النازحين داخليًا وعديمي الجنسية والمهاجرين الآخرين المعرضين للمخاطر، وكذلك تأثيره على قدرة شركائها على حماية موظفيهم والحفاظ على سلاسل التوريد وغيرها من العناصر الحاسمة في جهود المجتمع الدولي للاستجابة للأزمات الإنسانية.
وقال البيان أيضا: “إن الولايات المتحدة تقف مع الشعب السوري باعتبارها أحد المساهمين الرئيسيين بالمساعدات الإنسانية في هذه الأزمة. فمنذ بداية الأزمة السورية في العام 2011، بلغ إجمالي المساعدات الإنسانية الأمريكية أكثر من 10.6 بليون دولار داخل سوريا وفي المنطقة، بما في ذلك إعلان وزير الخارجية بومبيو في 27 آذار/مارس عن مبلغ إضافي قدره 16.8 مليون دولار مخصص لحالات الطوارئ الصحية والمساعدات الإنسانية لسوريا في إطار الاستجابة لمكافحة وباء كوفيد 19”.
وخلال لقاء عبر الانترنت مع الهيئة السورية للتفاوض أكد مسؤول الملف السوري في الخارجية الأمريكية، جويل بيرن، على دعم الولايات المتحدة مع دول المجموعة المصغرة للهيئة السورية للتفاوض في السعي لتمكين ملايين السوريين في الشمال السوري من مواجهة جائحة الكورونا، وحث منظمة الصحة العالمية تقديم المستلزمات الطبية الوقائية والعلاجية لتحقيق ذلك.
وذكر المبعوث الأمريكي أن قانون قيصر سيكون موضع التنفيذ بعد شهرين ويستهدف نظام الأسد وكل من يتعامل أو يتعاون معه بخرق وانتهاك حقوق الانسان السوري. وهذا ينطبق على بعض الجهات التي تتواصل أو تدعم النظام حتى بشكل فردي أو ارتجالي بذرائع إنسانية. كما أكد بيرن على ثبات الموقف الأمريكي تجاه وقف إطلاق النار في الشمال السوري، واستمرار التنسيق مع تركيا ودعم الأخيرة للجيش الوطني السوري.
كما عبر عن دعم الولايات المتحدة لبيان المبعوث الدولي غير بيدرسون لوقف شامل لإطلاق النار في سوريا وإطلاق سراح المعتقلين وارسال لجان تطل على حالهم الصحية ضمن ظروف جائحة الكورونا.
وعبر المبعوث الأمريكي خلال لقائه مع الهيئة عن دعم الولايات المتحدة للعملية السياسية وبوابتها “اللجنة الدستورية”؛ وأشار إلى أن “عرقلة النظام السوري لعمل اللجنة يدل على عدم نجاح موسكو في المساهمة بحل سياسي بناء على القرار الدولي 2254، كم تصرح دائماً”.