اتفقت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا على ضرورة استمرار العمل بالاتفاق المبرم بين الرئيسين التركي والروسي بخصوص وقف إطلاق النار في إدلب وتسريع وتيرة عمل اللجنة الدستورية الخاصة بإيجاد حل سياسي في سوريا.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت أوبراين، بحثا خلاله عدّة ملفات، منها ما يخص الشأن السوري.
وبحسب وكالات الأنباء، فإن الجانبين “جدّدا رؤيتهما المشتركة فيما يتصل بتسريع عمل اللجنة الدستورية الخاصة بإيجاد حل سياسي في سوريا، ومواصلة وقف إطلاق النار في إدلب”.
هذا وسبق أن بحث وزير الخارجية الروسي الروسي، سيرغي لافروف، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الوضع السوري وملف محافظة إدلب، كما بحثا ما قالا إنّه “جهود تركيا وروسيا الرامية لإرساء الاستقرار وضمان وقف إطلاق النار في المنطقة”.
ومنتصف شهر أيار/مايو الفائت، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، أن “النظام والمعارضة السورية اتفقا على الحضور إلى جنيف لإجراء جولة ثالثة مِن المفاوضات المتعلقة بالدستور، بمجرد أن يسمح الوضع الناجم عن كورونا بذلك”.
وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قد توصّلا، يوم الخامس مِن شهر آذار/مارس الماضي، إلى اتفاق وقف إطلاق نار في منطقة إدلب، وذلك بعد أن أسفرت العمليات العسكرية لقوات النظام والقوات الروسية منذ أواخر نيسان/أبريل 2019، إلى مقتل وجرح مئات المدنيين، ونزوح أكثر مِن مليون آخرين.
جدير بالذكر، أن قوات النظام والمليشيات الإيرانية ما تزال تواصل عبر القصف المدفعي ومحاولات التسلّل خرق وقف إطلاق النار في منطقة إدلب والأرياف المتصلة بها من محافظات حلب وحماة واللاذقية.
فقد واصلت قوات النظام خلال الأيام الماضية استقدام تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب، الأمر الذي بات ينذر باحتمالية قرب عملية عسكرية جديدة.
وأفادت مصادر عسكرية معارضة أن قوات النظام جلبت وحدات هجومية معززة بآليات ثقيلة تنتمي إلى الفرقة الرابعة واللواء 105 حرس جمهوري والفرقة 25 ولواء القدس، كما أن مجموعات من ميليشيا حزب الله اللبناني وصلت بالفعل إلى جنوب إدلب وغرب حماة.
ورجح المصادر أن يكون هدف العملية العسكرية المقبلة هو منطقة “جبل الزاوية” جنوب إدلب، واستكمال السيطرة على “جبل شحشبو” غرب حماة، مع احتمالية أن تمتد إلى تلة الحدادة وتلة كبانة الاستراتيجيتين في ريف اللاذقية.
ومنذ الثلاثين من شهر أيار الماضي بدأت القوات التابعة للنظام بالتنسيق مع روسيا عملية نقل الذخائر وبعض الأسلحة من القاعدة الروسية في محافظة طرطوس باتجاه نقاط التماس شمال غرب سوريا.
ورجحت المصادر أن تنهي روسيا والنظام الاستعدادات بشكل كامل مع حلول الخامس من شهر حزيران/يونيو الجاري، وبالتالي تصبح جاهزة لإطلاق العمليات في أي لحظة.
وكان النظام قد أكد بشكل رسمي في الثلاثين من أيار/مايو الماضي استلامه دفعة من طائرات MIG29 الهجومية المطورة روسية الصنع، في خطوة فسرها كثير من المراقبين على أنها جاءت تمهيداً لموجة جديدة من المواجهات العسكرية شمال غرب سوريا.
على الجانب الآخر يبدو أن تركيا تتعاطى بشكل جدي مع تحركات النظام وروسيا الأخيرة، حيث أجرى الجيش التركي سلسلة من التحركات من أجل تدعيم موقفه في المنطقة، وقام بإدخال وحدات مدفعية من طراز M110A2 أمريكية الصنع إلى إدلب.
وتكمن أهمية المدفعية الجديدة في أنها مخصصة لضرب تحصينات النسق الأول للقوات المعادية بحكم ثقل وزن القذيفة التي تطلقها والبالغ عيارها 203 ملم ويصل مداها إلى 25 كيلومتراً، وتمتاز بأنها ذاتية التلقيم ودقة إصابتها مرتفعة جداً مع قابلية التصحيح عن طريق طائرات الاستطلاع.
كما نشرت القوات التركية وحدات المدفعية في قواعد عسكرية جرى إحداثها في وقت سابق شمال وغرب مدينة إدلب، وشمال مدينة أريحا، بحيث تستطيع تأمين حماية نارية لمختلف مناطق الانتشار التركي، كما جرى تعزيز هذه القواعد بعربات دفاعية وهجومية تتبع للواء المدفعي 106.