واشنطن وموسكو تؤكدان على ترتيبات سياسية جديدة في سوريا

أكد المبعوث الأمريكي لإيران براين هوك أن هدف حكومة بلاده هو إخراج المليشيات الإيرانية من سوريا، موضحاً أن مليشيات طهران أعادت تموضعها بالأراضي السورية وانتقلت إلى مناطق في شمال...
الرئيسان فلاديمير بوتين و دونالد ترامب و خريطة سوريا

أكد المبعوث الأمريكي لإيران براين هوك أن هدف حكومة بلاده هو إخراج المليشيات الإيرانية من سوريا، موضحاً أن مليشيات طهران أعادت تموضعها بالأراضي السورية وانتقلت إلى مناطق في شمال البلاد.

وأشار هوك إلى أن اهتمام روسيا ونظام الأسد تراجع تجاه تعزيز إيران لسياستها الخارجية في سوريا وعلاقتها مع مليشيا حزب الله اللبنانية.

وكشف هوك أن ثمن إعادة إعمار سوريا هو 400 مليار دولار، مؤكدا أن الروس لن يدفعوا هذا المبلغ بالطبع. كما أكد “أن الدول المانحة ونحن لن ندفع سنتا واحدا في إعادة الإعمار حتى نرى خروجا كاملا للمليشيات الإيرانية من سوريا”.

وكان المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري قد صرح مؤخرا أن على الأسد عدم تأمين أي قاعدة لإيران كي تبسط هيمنتها على سوريا.

جاء هذا بعد إعلان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، استعداد بلاده لفتح حوار شامل مع الولايات المتحدة حول الملفات الخلافية بما في ذلك بشأن الوضع في سوريا، واتخاذ موسكو وواشنطن خطوة إضافية نحو وضع مقدمات لاستئناف الحوار السياسي الكامل حول سوريا، من خلال محادثات هاتفية وُصفت بأنها “تفصيلية” أجراها نائب وزير الخارجية والمبعوث الروسي الخاص لشؤون الشرق الأوسط سيرغي فيرشينين، مع المبعوث الأمريكي الخاص بشؤون سوريا جيمس جيفري.

وأفادت الخارجية الروسية في بيان أن فيرشينين وجيفري بحثا “بشكل مفصل مسائل دفع عملية التسوية السياسية للأزمة السورية بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254 والذي ينص على الالتزام باحترام سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها”.

كما ناقش الجانبان، وفقاً للبيان، “الأوضاع على الأرض” في سوريا، بما في ذلك “مهمات ضمان إرساء الاستقرار في إدلب ومنطقة الجزيرة السورية شرق نهر الفرات وجنوب البلاد”.

ويعد هذا أول اتصال على مستوى المبعوثين المكلفين بمتابعة الملف السوري، منذ فترة طويلة. وكانت القنوات الدبلوماسية للتنسيق حول سوريا، قد تقلصت إلى أدنى مستوى، في حين حافظ البلدان على قناة الاتصال العسكرية لمنع وقوع حوادث أو احتكاكات خلال التحركات العسكرية للطرفين على الأراضي السورية أو في الأجواء.

وشكّل النجاح في الحفاظ على “قناة التنسيق العسكري” المدخل الأساسي لحديث ريابكوف عن استعداد موسكو لتوسيع الحوار مع الولايات المتحدة حول الأزمة السورية، وقال إن “التجربة السورية يمكن أن تشكل نموذجاً ناجحاً للتنسيق العسكري والدبلوماسي في مناطق أخرى تشهد نزاعات”.

إلى ذلك، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الوزير لافروف سوف يجري محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، في موسكو التي يزورها الأخير يوم الثلاثاء المقبل.

وقالت زاخاروفا في إيجاز إعلامي أسبوعي، إن العمل “يجري على إعداد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى روسيا في السادس عشر من شهر يونيو/حزيران. ومن المقرر عقد مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف”.

جاء هذا فيما أعرب السفير الروسي لدى سوريا، أليكسندر يفيموف، يوم أول أمس الجمعة، عن التزام موسكو بنهجها الداعم لحكومة دمشق، وقال إن روسيا وحلفاءها “يقفون في الجانب الصحيح من التاريخ”.

وشن يفيموف الذي يتولى منصب ممثل الرئيس الروسي الخاص بتطوير العلاقات مع سوريا، في كلمته المسجلة بمناسبة يوم روسيا، هجوما على دول الغرب، قائلا إن “الدول التي تعتبر نفسها نموذجا للإنسانية والأخلاقية” لم تصغ إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

إلى تخفيف العقوبات ضد حكومة دمشق في ظل جائحة فيروس كورونا بل سارعت بالعكس في تمديد هذه الإجراءات العقابية.

وحذر الدبلوماسي الروسي من أن هذا الضغط سيزداد في المستقبل، معربا في الوقت نفسه عن قناعته بأنه لا يمكن التغلب على روسيا وسوريا من خلال “الإرهاب الاقتصادي”. وتابع: “هذه المحاولات ستفشل كما فشلت المحاولات السابقة لفرض إرادة أطراف أخرى على الشعب السوري بقوة السلاح”.

وأكد يفيمون أن “روسيا لن تتخلى عن سوريا في هذه الفترة الصعبة”، مشيرا إلى أن الدولتين توصلتا إلى أرفع درجات الثقة والتفاهم المتبادل خلال سنوات الحرب ضد العدو المشترك. ولفت السفير إلى أن الزيارة “التاريخية” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دمشق في السابع من كانون الثاني/يناير الماضي “أعطت زخما جديدا” إلى ديناميكية العلاقات بين الدولتين، قائلا إن “هذه الزيارة بعثت برسالة واحدة إلى جميع الأعداء مفادها أن موسكو لا تنوي التخلي عن نهجها المبدئي لدعم الشعب السوري”. واختتم بالقول: “الأحداث التي تحصل يوميا في العالم وخاصة في سوريا تؤكد أن روسيا وحلفاءها يقفون في الجانب الصحيح من التاريخ”.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة