استعانت قوات النظام وأجهزة الأمن والمخابرات بمليشيا حزب البعث العربي الاشتراكي لقمع الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية المناوئة للسلطة في مدينة السويداء لتعتقل تسعة متظاهرين على الأقل تعرضوا للضرب المبرح قبل توقيفهم واقتيادهم قسرا إلى جهة مجهولة.
حيث هاجمت أجهزة الأمن الداخلي وقوات حفظ النظام وعناصر من أجهزة المخابرات المختلفة، بالإضافة إلى أشخاص منتسبين لحزب البعث العربي الاشتراكي وعناصر تابعين لمليشيا كتائب البعث، المتظاهرين السلميين في مدينة السويداء واعتدوا عليهم بالضرب، بالعصي والأسلحة البيضاء والحجارة، بعدما حشد الحزب يوم أمس مسيرة موالية لبشار الأسد في ساحة السير بالمحافظة.
ونفذت عدة مجموعات مسلحة تتبع لجهات أمنية اعتقالات عشوائية في صفوف المتظاهرين وتم توثيق تسعة أسماء اعتقلوا خلال المظاهرة، هم “رواد صادق، بشار طرابية، إحسان نوفل، حسام مزهر، صفوان عبيد، ناصر عزام، سلمان فرج، عبد الرحمن بريك، كريم الخطيب”.
وذلك بتوجيه من عضو قيادة فرع حزب البعث في السويداء، حسن عبد الله الأطرش، إلى الفرق الحزبية في المحافظة، بدعوة أعضائها والمنتسبين لمليشيا كتائب البعث، للتجمع في ساحة السير، بغية مهاجمة المتظاهرين السلميين المناوئين للسلطة.
وخرجت في ساحة السير، وسط مدينة السويداء، مظاهرة ضمت عشرات المواطنين، من نساء ورجال من مختلف الفئات العمرية، الساعة الحادية عشر من صباح يوم أمس الاثنين رفع خلالها المتظاهرون شعارات تطالب بالتغيير السياسي، ورحيل الأسد، وخروج القوى الأجنبية والمرتزقة الداعمة له من سوريا.
وقد اقتاد عناصر ربما تابعون لجهات أمنية المواطنين المعتقلين إلى باصات تابعة لمليشيا حفظ النظام التي كانت متوقفة أمام قيادة الشرطة، ثم توجهوا بهم إلى مكان مجهول. وكان قادة الفروع الأمنية بالسويداء وأعضاء قيادة فرع حزب البعث قد قرروا قمع المظاهرات السلمية التي تشهدها المدينة منذ الأسبوع الماضي.
وسبق أن وجه عضو قيادة فرع حزب البعث في السويداء، حسن عبد الله الأطرش، إلى الفرق الحزبية في المحافظة، بدعوة أعضائها والمنتسبين لمليشيا كتائب البعث، للتجمع في ساحة السير، بغية مهاجمة المتظاهرين السلميين المناوئين للسلطة، الذين أعلنوا أول من أمس الأحد عن دعوة جديدة للتظاهر.
كما عقد الاطرش وأعضاء قيادة فرع الحزب وقادة المجموعات المسلحة اجتماعاً في مبنى الحزب وطلبوا الموظفين والعمال والطلاب وأعضاء الحزب بالتجمع منذ الساعة الثامنة صباحاً مؤكدين أن أجهزة الأمن ستساندهم في قمع المظاهرات المعارضة، وقد توافد العشرات من أعضاء الحزب بالفعل بالإضافة لعناصر من مليشيا كتائب البعث كانوا يرتدون الزي المدني.
ايضًا توافدت تعزيزات ضمت عشرات العناصر من حفظ النظام والأمن الداخلي، وأجهزة المخابرات كفرع أمن الدولة، ونشرت قوى الأمن سيارات مزودة برشاشات متوسطة، منذ الساعة التاسعة أي قبل خروح المظاهرة بساعتين، الأمر الذي أسفر عن اعتداء سافر على المواطنين المتحجين على سوء الأوضاع والسياسات في البلاد.
وتشهد مدينة السويداء مظاهرات سلمية مستمرة منذ يوم الأحد الماضي، تطالب بالتغيير السياسي ورحيل السلطة الفاسدة العميلة الحاكمة، التي حملها المحتجون مسؤولية تدهور الأوضاع بالبلاد ووصولها حدًا غير مسبوق معيشياً وخدمياً.