أدت الحرائق المفتعلة في أرياف محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 87 مواطن بحروق متفاوتة الشدة، بحسب ما صرّح وزير الصحة في دمشق، حسن محمد غباش، كما تسببت بخسائر كبيرة في البيوت البلاستيكية وأراض واسعة مزروعة بالأشجار المثمرة واحتراق منازل مواطنين.
هذا فيما أعلنت السلطات المحلية في محافظة اللاذقية إلقاء القبض على أحد مفتعلي الحرائق في قرية بشراح بريف جبلة مشيرة إلى أنه من خارج المنطقة، كما قالت مديرية الزراعة في حمص إن المساحات المتضررة من الحرائق في ريف المحافظة الغربي تقدر بـ 2500 دونم زراعي وحراجي.
وكان مواطنون قد استنكروا عدم تدخل القوات الروسية والإيرانية في إطفاء الحرائق التي استمرت لأكثر من ستة أيام، وهو ما نفته موسكو ولم تعلق عليه طهران، فيما قالت وزارة الأوقاف إن بشار الأسد “وجّه الدعوة لصلاة استسقاء بعد صلاة الظهر طلبًا لنزول المطر ورفع البلاء وإخماد الحرائق”.
وزار الأسد، اليوم الثلاثاء، بعض مناطق الحرائق في ريف محافظة اللاذقية وتحديداً قرية بلوران ورافقه وزير الإدارة المحلية، حسين مخلوف، ووزير الزراعة والإصلاح الزراعي، محمد حسان قطنا، بالإضافة إلى محافظ اللاذقية، إبراهيم خضر سالم، ومدير الزراعة، منذر خير بيك، وذلك برفقة الآلاف من عناصر الأمن والمخابرات والجيش.
واندلعت، منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، حرائق في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية، وصل عددها إلى 156 حريقًا وهو الأكبر في تاريخ سوريا، بحسب وزير الزراعة في دمشق.
إلى ذلك قال رامي مخلوف إنه خصص جزءًا من أرباح مؤسسة راماك في شركة سيريتل يبلغ سبعة مليارات ليرة سورية (ثلاثة ملايين دولار أمريكي) لدعم متضرري الحرائق، وأنه أرسل كتابًا للحارس القضائي طلب الدعوة لـ”اجتماع هيئة فورية لتوزيع الأرباح أو انتخاب مجلس إدارة يتسنى له فعل ذلك”.
وقرن مخلوف توزيع المساعدات بالحصول عليها من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لكنه قال إنه “في حال التأخر بعقد الاجتماع وعدم توزيع المبالغ، نحمّل الحارس القضائي (وهو هنا المؤسسة السورية للاتصالات) كامل المسؤولية عن حرمان المتضررين من المساعدات”.
هذا قيما انضمت غرف تجارة حلب وطرطوس وحماة إلى المتبرعين لمتضرري الحرائق المندلعة في اللاذقية وطرطوس وحمص، حيث أعلنت غرفة تجارة حلب عن تبرعها بـ100 مليون ليرة سورية “كمساهمة متواضعة منها لمساعدة المواطنين المتضررين من الحرائق”. وتبرع أعضاء غرفة تجارة طرطوس بـ100 مليون ليرة سورية، وأعضاء غرفة تجارة حماة بـ50 مليون ليرة.
وكانت غرفة صناعة دمشق وريفها أطلقت، في 11 من الشهر الجاري، مبادرة بعنوان “بردًا وسلامًا سوريا”، لدعم المتضررين من الحرائق التي اندلعت في مناطق مختلفة من ريف اللاذقية، وفقًا للموقع الرسمي للغرفة.
ونقل الموقع عن رئيس غرفة صناعة دمشق، سامر الدبس، قوله، إن الهدف من المبادرة هو الوقوف مع المتضررين من الحرائق، مشيرًا إلى أن الاجتماع يهدف لتأطير عمل المبادرة من خلال مشاركة الصناعيين والتجار وكل من أراد التبرع، والإسهام ضمن حملة واسعة وسريعة جدًا و آلية متفق عليها من الجهات المختصة لإيصال التبرعات لمستحقيها.
وأضاف الدبس أنه جرى البدء بجمع المساعدات المادية، التي بلغت حتى الساعات الأولى من بدء الاجتماع أكثر من 200 مليون ليرة سورية (نحو 87 ألف دولار) على أن تقوم اللجان المتخصصة بجمع التبرعات المادية والعينية مع التركيز على معامل المواد الغذائية.
جدير بالذكر أن حكومة النظام، ممثلة بصندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية، لم تعوّض المتضررين من الحرائق التي أتت على أراضٍ في محافظة حماة، في شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
وفي 2019، لم يعوّض النظام المتضررين من حرائق أتت على أراضيهم بفعل نيران امتدت من أحراش في ريف اللاذقية وطرطوس وحمص، وقال معاون وزير الزراعة، أحمد قاديش، حينها، إن التعويض “غير ممكن”.