صرح الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بأنّ إدارته أخفقت بشأن سوريا خلال فترة رئاسته، وأنّ استمرار المأساة السوريّة “يؤلمه”.
وقال أوباما، خلال مقابلة أجراها مع قناة NTV الألمانية: “ما زالت المأساة في سوريا تؤلمني، وخلال السياسة الخارجية خلال الربيع العربي كانت مصر في دائرة الضوء، ثم ليبيا وسوريا بدأت في الانهيار أيضاً”.
وأشار أوباما إلى أنّه “لا يستطيع التوقف عن التفكير بالمعاناة الإنسانية في سوريا، التي تلت فشله في إقناع ولفت نظر المجتمع الدولي إلى ضرورة منع انهيار البلاد”.
واعترف أوباما بتعرّضه لـ انتقادات حادّة في الولايات المتحدة وخارجها بعد رفضه إرسال قوات برية إلى سوريا، مضيفاً “الكثيرون رؤوا في ذلك موقفاً سلبياً”.
وعزا الرئيس الأمريكي السابق الفشل إلى الحزب الديمقراطي وعدم قدرته على بسط شعبيته، قائلا “حتى بعد إعادة انتخابي، لم نستعيد الأغلبية في الكونغرس، كانت يداي مقيدة أكثر مما كنت أريد عند تمرير القوانين”.
وواجه أوباما انتقادات كثيرة بسبب عدم التدخل العسكري للولايات المتحدة – خلال فترة رئاسته – وإجبار نظام الأسد على وقف المجازر، خاصّةً الكيماوية، التي واصل ارتكابها بحق السوريين، حين تراجع عن ردع النظام بعد قصف غوطة دمشق الشرقية بالسلاح الكيماوي (غاز السارين حينها)، يوم 21 من شهر آب/أغسطس 2013، ما أدّى إلى مقتل وإصابة آلاف الضحايا بالاختناق، جلّهم أطفال.
تردّد أوباما حينها وتراجعه مقابل إتلاف الترسانة الكيماوية لنظام الأسد، والتي تبيّن أن النظام لم يتخّلص منها بالكامل، أفسح المجال لإيران بالتوسّع داخل سوريا بشكل أكبر، قبل أن تلحقها روسيا بتدخل عسكري مباشر إلى جانب قوات نظام الأسد، نهاية أيلول/سبتمر 2015، وإنقاذه من السقوط..
وشهدت فترة الولاية الثانية لأوباما، والتي انتهت عام 2016 وخلفه فيها دونالد ترامب، مقتل أكثر من نصف مليون سوري على يد قوات نظام الأسد والميليشيات الطائفية التي استجلبتها إيران للوقوف إلى جانب النظام، فضلاً عن حصار مئات آلاف السوريين في مناطق سوريّة عدّة، إضافةً لنزوح ولجوء ملايين السوريين داخل سوريا وخارجها.
وكان خبراء ومحلّلون سياسيون قد أكّدوا سابقاً أنّ تحوّل الثورة السورية إلى مأساة إنسانية وظهور تنظيم داعش ومواصلة نظام الأسد ارتكاب المجازر بحق السوريين، هو نتيجة خطأ مباشر نابع مِن سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، حيال الشرق الأوسط، خاصّةً عقب تصريحات له، عام 2016، قال فيها “في سوريا، لم نخطط أبداً لإسقاط الأسد عسكرياً”.