نوه الدكتور عمار قربي خلال اتصال هاتفي مع برنامج “حصاد الأسبوع” الذي يقدم على قناة “النهار اليوم” المصرية إلى أن المعارضة السورية لم تلمس أي جدية حتى الآن من المجتمع الدولي خلال العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف وغيرها كما أشار إلى مراهقة سياسية تتسم بها بعض جهات المعارضة خلال المباحثات الأخيرة.
وقال الدكتور قربي في البرنامج الذي جاء بعنوان “واقع القصف وآمال المباحثات”: للأسف انقضت الجولة الثالثة من مباحثات جنيف قبل أيام وقد قرر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا عودة المباحثات “غالبا” في العاشر من الشهر الجاري، ولكن حتى الآن لا نلمس جدية من المجتمع الدولي في إدارة مباحثات بناءة، ونقصد بالجدية تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالأزمة السورية وقرارات مؤتمر فيينا الأخير ومؤتمر ميونخ، وقبل ذلك مؤتمري جنيف 1 وجنيف 2 وحتى نقاط كوفي عنان الستة التي صاغها في مبادرتها قبل سنوات، هذا بالإضافة لمخرجات مؤتمر القاهرة في 2012، والتي صاغت فيه المعارضة السورية وثائق هامة وخارطة طريق للحل السياسي في سوريا، ولكن كل ذلك معطل بسبب غياب الإرادة الدولية الراغبة في الحل.
وبالنسبة لمجزرة مشفى القدس، التي ورد ذكرها في تقرير البرنامج، والتي سبقها وتلاها أكثر من عشر مجازر أخرى راح ضحيتها العشرات من المدنيين في حلب والاتهامات المتبادلة بين النظام والمعارضة حول هذه المجازر، قال الدكتور قربي إن النظام وحده من يملك سلاح الجو الذي يلقي البراميل المتفجرة على المناطق السكنية، والمعارضة لا تملك هذه الأسلحة، ومن غير المعقول أن تقصف المعارضة نفسها في حلب، وحتى التنظيمات التي توصف بـ”الإرهابية” لا تملك هذه الأسلحة والذخائر التي ترمى على المدنيين من براميل وصواريخ سكود وصواريخ جو أرض وأرض أرض، وبالتالي لا يمكن الحديث عن اتهامات متبادلة وإنما عن اتهامات صريحة للنظام بارتكاب هذه المجازر.
وعن سؤال مقدم الحلقة إلى متى سنظل نرى مشاهد القتل والدمار في سوريا، وهل هناك أمل في الأفق لإنهاء هذه المعاناة التي تحزّ في نفس كل عربي ومصري، قال أمين سر التيار إننا نشكر للعرب وللمصريين خصوصا مشاعرهم تجاه إخوتهم في سوريا، ونشكر الدور المصري الذي طالما طالب بوقف العنف في سوريا وإنهاء الحرب، ومؤخرا كان هناك بيان للخارجية المصرية الذي أدان التصعيد الأخير وخروقات إطلاق النار التي تمت خلال الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة أثناء مباحثات جنيف.
وأضاف قربي: وقد كنا نتأمل في الفترة الأخيرة أن يكون هناك انفراج في الأزمة وإيقاف للأعمال العسكرية كما تم إدخال بعض المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى بعض المناطق المحاصرة، كما قدمنا قوائم بالمعتقلين لدي ميستورا، وكنا متفائلين أن هناك إجراءات جدية أكثر باتجاه الاقتراب من الحل السياسي، ولا نريد أن نرمي كل شيء على المجتمع الدولي، فقد شهدنا مراهقة سياسية من قبل بعض أطراف في المعارضة السورية التي تتقبل الإملاءات والضغوط من دول إقليمية من أجل فرض طرف بعينه للسيطرة على المعارضة السورية حيث فوجئنا بانسحاب منصة الرياض من المباحثات فيما استمرت منصة القاهرة، وإذا كان هناك إجراءات ثقة لم تطبق ولم تنفذ فكان من الواجب منذ البداية أن نوضحها للمجتمع الدولي، أما مشهد انسحاب المعارضة من جنيف فهو غير محبذ أمام الدبلوماسية الدولية.. أن نذهب إلى جنيف ثم لا ندخل القاعة ثم ندخل ثم ننسحب ثم نعود بعد أيام.. فنحن بحاجة إلى جدية أكثر من قبل المعارضة في التعاطي مع الحل السياسي للقضية السورية.
وختم الدكتور قربي مداخلته: “لتبقى الكرة في سلة التوافق الروسي الأمريكي من أجل الضغط على النظام من أجل تقديم مزيد من التنازلات بغية الوصول إلى حل ونتيجة من المفاوضات.