الإيكونومست: الأسد يستغل تمثيلية المفاوضات ليواصل حرق سوريا

قالت مجلة الإيكونومست البريطانية إن الحرب في سوريا دخلت عامها السادس، ليصبح الصراع أكثر استعصاء من أي وقت مضى، ويبدو أن هذا البلد لم يحصل على ما هو أسوأ من ذلك في تاريخه، وأن تمثيلية المحادثات الطويلة التي من المفترض أن يليها وقف إطلاق النار تبدو مناسبة جدا للأسد ليواصل حرق سوريا.

ففي 31 أيار/مايو الفائت تعرض المستشفى الوطني في إدلب، وهي المدينة الواقعة في الجزء التي يسيطر عليه الثوار في شمال غرب سوريا، حيث دمرت واحدة من عدد قليل مما تبقى من مرافق الرعاية الصحية في الأراضي المحررة وقتل 23 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في غارات قامت بها طائرات روسية.

وأضافت المجلة في تقريرها الذي جاء بعنوان Syria’s war .. Never-ending horror أن روسيا اشتركت العام الماضي في الحرب المستعرة في سوريا، وذلك من أجل دعم بقاء بشار الأسد في السلطة، وأنها تقوم أيضا بقصف المستشفيات والمدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وأشارت الإيكونومست إلى أن روسيا ونظام الأسد يواصلان الغارات وعمليات القصف بالرغم من الهدنة المعلنة، وأن الأسد وحلفاءه يتبعون استراتيجية متعمدة تتمثل في استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

ونسبت المجلة إلى جماعات حقوق إنسان قولها إن قوانين الحرب يجري انتهاكها بوقاحة في سوريا. وقالت إن تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام وحلفائه الأكراد يضيقون الخناق على مدن مثل اعزاز ومارع في شمال حلب قرب الحدود التركية.

ونسبت الإيكونومست إلى مصادر في الأمم المتحدة قولها إن آلاف المدنيين السوريين أصبحوا عالقين وسط النيران في هذه المنطقة، وأن هذه الأوضاع تشكل أخبارا سيئة بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الذين ذهبت آمالهم أدراج الرياح عندما عقدوا الأمل على تدريب المعارضة المعتدلة من أجل مواجهة تنظيم داعش.

وأشارت إلى أن هناك خطة أمريكية جديدة تتمثل في تقديم الدعم إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تتألف في معظمها من المسلحين الأكراد، وأن هذه القوات استولت على عدد من القرى على طول نهر الفرات بالقرب من مدينة منبج شمال سوريا.

كما أشارت المجلة إلى انهيار المفاوضات بشأن السلام في سوريا، ونسبت إلى كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات السورية محمد علوش أن المفاوضات كانت “فاشلة”. وأما المبعوث الدولي إلى سوريا استيفان ديمستورا، فقال إن المفاوضات التي انهارت مرة أخرى في أبريل/نيسان الماضي لن تبدأ قبل ثلاثة أسابيع على الأقل.

وأضافت أن هناك جهودا دولية لمحاولة إيصال مواد الإغاثة لمساعدة نحو مليون سوري في المدن والبلدات المحاصرة، وأضاف ديمستورا أنهم قد يلجؤون إلى إسقاط المواد الإغاثية على المحاصرين من الجو.

وختمت الإيكونومست:  إنه وللأسف، فإن تمثيلية المحادثات الطويلة التي من المفترض أن يليها وقف إطلاق النار تبدو مناسبة جدا للأسد ليواصل حرق سوريا ووتوريثها لولي عهده.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق