كتب أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة جزأين في مقدمة “ماذا يمكن للسوري أن يفعل الآن؟، والتي ناقشها وتفاعل معها الكثير من السوريين كونها تصب في عمق الأسئلة التي يطرحونها على أنفسهم بعد ست سنوات من عمر الثورة، وبعد استشهاد مئات الآلاف واعتقال عشرات الآلاف منهم وتهجير الملايين خارج بلادهم.
ويتضح عمق السؤال وجوهر صعوبة الاجابة عليه في أن الملف السوري لم يعد شأنا سوريا ولا إقليميا بل تخطاهما نحو الدولية، الأمر الذي يجعل الإجابة أكثر تعقيدا..
وأكد الجربا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أنه سيجيب على كل الأسئلة التي تم ويتم طرحها مع كثير من التفصيل في رؤيته الخاصة للماضي والحاضر والمستقبل.
واعتبر الجربا في الجزء الثاني من مقدمته أننا لا نبالغ إن قلنا أن المسألة السورية “تفوقت في الأسى والتعقيد والنتائج الكارثية على كل مآسي العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى هذه اللحظة”.
لكنه رأى أن “السؤال الذي يواجه حالة اليأس، هل ما يحصل اليوم هو نهاية التاريخ السوري؟ هل ثمة شعب انتهى إلى مجرد لاجئين وقتلى ومجرمين؟ ناهيك عن الميزات التي تغنى بها السوري طوال تاريخه من حيث إن سوريا مهد الحضارات وأول الأبجدية، حقيقة وليس من باب الاعتزاز المغرق في المقاصد الفاسدة، والذي مارسه النظام طوال تاريخه منذ انقلاب الأسد الأب وحتى اللحظة مع توريث الجريمة الموغلة بالدماء والإفساد.
ما يحصل الآن لسوريا والسوريين هو سنوات كارثية ستمر، وسيكون السوري الذي منح العالم الأبجدية والعلم والمعرفة وأسس الإمبراطورية الأموية لتشرق شموس الحضارة من الشام إلى إسبانيا، سيكون بمقدوره بناء أكبر النماذج علوا ودليلا على قدرة الإنسان على الخروج من المأساة إلى النور. وما هو أكيد إن السوري لا يقل عن الألماني ذكاء وطاقة للبناء، الألماني الذي بنى بلاده بعد جريمة هتلر التي أصبحت مثلا في جرائم العصر الحديث”.
إقرأ أيضا:
ماذا يمكن للسوري أن يفعل الآن؟.. الجزء الأول
ماذا يمكن للسوري أن يفعل الآن؟.. الجزء الثاني