اعترضت جامعة الدول العربية على استخدام روسيا والصين حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار بشأن هدنة إنسانية في حلب معتبرة أن هذا الأمر “يفاقم من معاناة السكان المدنيين”، فيما عللت الصين استخدامها للفيتو رغبة منها بمنع أي تدخل خارجي بالشأن السوري حتى وإن كان لأسباب إنسانية.
وقال الأمين العام للجامعة “أحمد أبو الغيط” إن استخدام الفيتو أمر يُفاقم من معاناة السكان، وستكون له تبعات وخيمة على مجريات الأزمة السورية، خاصة وأن هذا يعد سادس قرار أممي تُعطله موسكو.
وأضاف أبو الغيط أن “ذلك يبعث برسالة سلبية إلى العالم العربي الذي يشعر بالصدمة إزاء مشاهد القتل والحصار في حلب، وينتظر من القوى الفاعلة في المجتمع الدولي أن تضطلع بمسؤولياتها إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في المدينة إلى حدٍ يُنذر بكارثة مُحققة إذا لم يتم التوصل إلى هدنة في أقرب فرصة”.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد اعتبرت أن طرح القاهرة لمشروع قرار حول حلب للتصويت في مجلس الأمن الدولي كان “متسرعا” واتخذ “تلبية لطلب من دول أخرى”.
حيث أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي كانت بلاده مشاركة في إعداد مشروع القرار حول الهدنة في حلب، على استمرار العمل مع المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل للأزمة السورية.
وشدد شكري على أن العلاقات السعودية والمصرية مع الولايات المتحدة الأمريكية وثيقة، مشيراً إلى أن فريق الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترمب” عبّر عن رغبته في تعزيز العلاقات مع الشركاء لحل القضايا العالقة وتعزيز استقرار المنطقة.
من جهتها، كشفت وزارة الخارجية الصينية عن أسباب استخدامها حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، حيث أوضح المتحدث باسم الوزارة “لو كانغ” أن الصين رفضت القرار لأنه يزيد الفوضى في المنطقة ولايساهم في التوصل إلى حل، وإنما على العكس كان سيزيد من تعقيد الأمور في المنطقة”.
وأعرب عن “رفض بلاده التدخل الأجنبي في سوريا وتسييس الموضوعات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية”، على حد تعبيره.
يذكر أن إسبانيا ومصر ونيوزيلندا، قدمت قبل أيام مشروع قرار إلى مجلس الأمن ينص على هدنة 7 أيام في حلب قابلة للتجديد، وإتاحة مرور المساعدات لعشرات الآلاف المحاصرين في الأحياء الشرقية للمدينة، إلا أن المشروع أجهض إثر استخدام روسيا والصين حق الفيتو في مجلس الأمن. وهي المرة السادسة التي تستخدم فيها روسيا الفيتو في قرار يتعلق بسوريا منذ بدء الثورة السورية عام 2011.