الكرملين يكذّب ما تداولته وسائل إعلامية عن “كومبرومات” روسية مسيئة لترامب

كذّب الكرملين ما تداولته وسائل إعلامية عن وجود “كومبرومات” روسية مسيئة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، كما نفى ترامب نفسه أن مسؤولي الاستخبارات أبلغوه بأن روسيا تمتلك معلومات عن حياته الشخصية والمالية محرجة له، ضمن ما يعرف بمصطلح ”كومبرومات”، مؤكدا أن كل ما نشر هو “معلومات كاذبة” و”حملة سياسية مغرضة”.

وكتب ترامب في تغريدة له على تويتر بالأحرف الكبيرة “معلومات كاذبة.. حملة سياسية مغرضة بالكامل”، مضيفا في تغريدة أخرى، أنه ما كان ينبغي لأجهزة الاستخبارات الأمريكية أن تسمح بهكذا تسريب إلى الإعلام.

و”كومبرومات” kompromat مصطلح يصف تكتيكا روسيًا استخدم لعقود من قبل الاستخبارات السوفييتية ويستخدم الآن من قبل خدمة الأمن الاتحادية، يتضمن تجميع معلومات عن أشخاص قد تنفع في ابتزازهم في المستقبل.

هذه المعلومات الـ”كومبرومات” التي تمتلكها روسيا تقع في وثيقة من 35 صفحة، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية، تحتوي على معلومات عن الحياة الخاصة والحميمة وأموره المالية للرئيس الأمريكي المقبل. كما تتضمن إثباتات تؤكد أن فريق ترامب كان على تواصل مع روسيا خلال الحملة الانتخابية.

هذا فيما اعترف الرئيس الأمريكي المنتخب بقيام روسيا بتنفيذ عمليات قرصنة لحسابات مسؤولي الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مؤكدا أن معلومات الاستخبارات التي تشير إلى وجود ملفات روسية ضده هي “أمر اختلقه” خصومه.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي إنه إذا كان الرئيس “فلاديمير بوتين” يقدره فسيكون ذلك “مكسبا”، مع إقراره بأن موسكو تقف وراء القرصنة ضد الحزب الديموقراطي خلال الحملة الرئاسية.

وأشار إلى أنه ”ما كان ينبغي أبدا نشر ”مزاعم غير مؤكدة عنه، وقدم الشكر لوسائل الإعلام الأمريكية التي أبدت تشككها من التقارير التي نشرها موقع “بازفيد” بشأن تعاملاته مع روسيا. وقال ترامب إنه رفض صفقة بقيمة ملياري دولار في “دبي” نهاية الاسبوع الماضي، مؤكدا التخلي عن الاهتمام بأعماله مع اقتراب انتقاله إلى البيت الابيض.

وأكد ترامب أنه تخلى عن إدارة امبراطوريته لابنيه إريك ودونالد جونيور طوال ولايته الرئاسية، واعدا بأن يتيح ذلك تجنب تضارب المصالح مع مسؤولياته في البيت الابيض.

بالمقابل وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية “دميتري بيسكوف” ما أعلنته أجهزة المخابرات الأمريكية أن “عملاء روسيا” يملكون معلومات مسيئة عن دونالد ترامب بـ”الترهات”.

وقال بيسكوف إن روسيا لا تجمع ولا تهتم بالمعلومات المسيئة عن أحد، وأن موسكو لا تملك أي معلومات “كومبرومات” لترامب أو كلينتون. كما أكد أن الكرملين لا يجمع معلومات “كومبرومات”. مضيفا “الكرملين والرئيس الروسي يحاولون بناء علاقات مع شركائهم الأجانب لصالح الاتحاد الروسي والشعب الروسي والعالم، ونفعل ذلك لتحقيق الاستقرار والأمان”.

هذا فيما كتبت ماريا زاخاروفا في حسابها على موقع فيسبوك، يوم أمس الأربعاء، “أقرأ كل يوم أنباء واردة من واشنطن حول فرض عقوبات جديدة على روسيا، وتوريد منظومات محمولة للدفاع الجوي إلى سفاحين في سوريا، وهي خطوات عديمة الجدوى تماما، لكنها خطوات ضارة في كل مجالات السياسة الخارجية”.

وأضافت: “خلق الله العالم خلال 7 أيام، وتبقى لإدارة أوباما فترة أطول بيومين لتدميره”. وكانت زاخاروفا قد علقت في وقت سابق على انتقادات وجهها وزير الدفاع الأمريكي “أشتون كارتر” إلى روسيا حول دورها في محاربة تنظيم داعش قائلة: “حسب منطق العسكريين الأمريكيين، تعد روسيا مذنبة لأنها لا تصلح الأخطاء الأمريكية”.

وتابعت أن هذه التصريحات الأخيرة، قد تدل على أن كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي لا يتحدثون ولا يتعاملون مع بعضهم البعض، أو يمكن اعتبار تلك التصريحات ببساطة “سخافة كارثية”.

تعليقات الفيسبوك