نشرت صحيفة “نوفايا غازيتا” الليبرالية الروسية صورا لكتيبات إرشادية عن سوريا، قالت إنه يتم توزيعها على أفراد كتيبة “سيفير” (الشمال) المرابطة في الشيشان والتابعة حاليا للحرس الوطني الروسي.
ووصفت الصحيفة هذه الكتيبات، التي حصلت عليها من مصدر في الكتيبة، بأنها “أدلة موثقة تؤكد تجهيز عسكريين روس جدد للمشاركة في عملية برية في سوريا”.
ويضم الكتيب الأول بعنوان “قاموس بصري (الجمهورية العربية السورية)” خريطتي الشرق الأوسط وسوريا، وترجمة ونطق بعض التعبيرات باللغة العربية ولهجتها السورية من شأنها المساعدة في التواصل مع العسكريين والسكان المحليين، وأيضا رسومات توضيحية لتوصيات بعدم شرب المياه من الحنفية وتحذيرات من التعرض لأشعة الشمس، وبعض التعليمات الأخرى.
أما الكتيب الثاني بعنوان “توصيات للعسكريين عند أداء المهام في الجمهورية العربية السورية”، فيضم بضعة فصول تتضمن معلومات حول سوريا وجغرافيتها ولغتها وأعيادها وعُملتها وتقاليدها.
وبحسب إحدى التوصيات، ينبغي على المعنيين بها النطق بكلمة “مخابرات” في حال تعرضهم لأي مشكلة مع السكان المحليين، بينما شككت الصحيفة في أن هذه النصيحة ستضمن سلامة العسكريين الروس في سوريا، مشيرة إلى أن “مخابرات هي تسمية عامة لأجهزة خاصة سورية متعددة تحظى بسمعة سيئة بين سكان سوريا”.
وتندهش كاتبة المقال من أن “الكتيب لا يتضمن أي ذكر للإرهاب رغم أن مكافحة الإرهاب الدولي هي الهدف المعلن الرئيسي للوجود العسكري الروسي في سوريا”.
وأكد عسكريون بكتيبة “سيفير” لـ”نوفايا غازيتا” أنه يتم توزيع كلا الكتيبين على أفراد لهم أصول شيشانية رغم أن الكتيبة متعددة القوميات وأغلب أفرادها من قوميات سلافية.
وفي ما يتعلق بدوافع احتمال توظيف قوات الحرس الوطني في سوريا، نقلت الصحيفة عن العسكري السابق والمحامي “بيوتر زايكين” قوله إنه “على عكس عسكريي وزارة الدفاع، فإن القوات الداخلية مهيئة بشكل أكبر للقتال داخل المدن” في ظل “عجز النظام السوري عن الإبقاء على سيطرته عليها”.
وربط زايكين اختيار الشيشانيين لأداء هذه المهمة إلى عاملين في آن معاً، أولهما “خبرتهم في مواجهة حرب العصابات”، وثانيهما هو “توظيف جيش قاديروف”، وذلك في إشارة إلى القوات الشيشانية التي تعتبرها الأوساط الليبرالية والمعارضة تدين بالولاء لرئيس الشيشان “رمضان قاديروف” شخصيا وليس لروسيا.
وهذه ليست أول مرة تتناول فيها وسائل إعلام روسية أنباء إرسال عسكريين شيشان إلى سوريا، حيث أفادت صحيفة “إزفيستيا” في كانون الأول/ديسمبر الماضي بأن وزارة الدفاع الروسية قررت توظيف كتيبتي “فوستوك” (الشرق) و”زاباد” (الغرب) المرابطتين في الشيشان لتأمين قاعدة حميميم بريف اللاذقية.
يذكر أن قادروف أيد التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا منذ أيامه الأولى، معربا عن استعداده لإرسال جنود شيشانيين للمشاركة في العمليات البرية ضد تنظيم داعش.
نوفايا غازيتا
ترجمة العربي الجديد