قالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إن “نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص في سوريا ستافان دي ميستورا، اليوم الثلاثاء، بأن تصاعد انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا يضر محادثات السلام”، فيما أكدت وسائل إعلام إيرانية مقتل 4 من القوات الخاصة الإيرانية في سوريا.
وتحدث عبد اللهيان مع دي ميستورا الذي وصل إلى طهران بعدما التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق. وقال عبد اللهيان: “أحد بواعث القلق الرئيسية لدينا في سوريا هو زيادة أنشطة الجماعات المسلحة في الأيام القليلة الماضية وتصاعد انتهاكات وقف إطلاق النار مما يضر بالعملية السياسية”.
ومن جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام إيرانية، أمس الاثنين، بأن أربعة جنود من القوات الخاصة الإيرانية قتلوا في سوريا بعد أسبوع واحد من إعلان طهران نشر قوات كوماندوس خاصة بالبلاد.
تجدر الإشارة إلى أن معظم الجنود الذين شاركوا في الحرب السورية من قوات الحرس الثوري الإيراني. وكان ضابط في القوات البرية بالجيش الإيراني قد أعلن، الأسبوع الماضي، أن قوات خاصة من اللواء 65 بالجيش ووحدات أخرى أرسلت إلى سوريا كمستشارين.
وقالت وكالة “تسنيم” للأنباء إن أربعة من المستشارين العسكريين الذين أرسلوا إلى سوريا قتلوا في سوريا على يد جماعات مسلحة، وأشارت إلى أن أحدهم يدعى محسن قيطاسلو وهو من القوات الخاصة إلا أنها لم تذكر أسماء الآخرين.
وفي تعليق على نشر اللواء 65 في سوريا، قال قائد القوات البرية البريجادير جنرال حميد رضا بوردستان، أمس الاثنين، إن إستراتيجية إيران الجديدة هي إرسال المزيد من المستشارين للحرب السورية.
وكان المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا قد وصل إلى طهران اليوم، في زيارة تستمر يوما واحدا، يلتقي خلالها المسؤولين الإيرانيين، وتأتي هذه الزيارة قبل انطلاق جولة جديدة من المحادثات السورية بين النظام والمعارضة.
وأشارت المصادر إلى أن زيارة دي ميستورا إلى طهران -التي ستستمر ساعات- قد تؤسس للدخول عمليا في محادثات جنيف، في حين كانت زياراته السابقة ذات طابع تشاوري مع المسؤولين الإيرانيين.
كما أكدت المصادر أن ثمة ارتياحا إيرانيا لمقترحات دي ميستورا بشأن الحل السياسي في سوريا، لكن على قاعدة أن مصير بشار الأسد هو بيد السوريين، وليس على طاولة المفاوضات.
وكان دي ميستورا قد حثّ عقب اجتماعه مع وزير خارجية الأسد وليد المعلم في دمشق أمس الاثنين الأطراف المتحاربة في سوريا على بذل كل ما في وسعها للحفاظ على وقف إطلاق النار الهش الذي تم بوساطة أميركية روسية.
وقال دي ميستورا إن محادثاته مع المعلم تناولت موضوع الهدنة والمساعدات التي أسقطها برنامج الغذاء العالمي في دير الزور. وتبدأ الجولة الجديدة من المحادثات السورية بين النظام والمعارضة يوم غد الأربعاء بجنيف، وستركز على الانتقال السياسي في سوريا.
وكان المعلم أوضح أن دمشق مستعدة لمحادثات سلام بلا شروط مسبقة، تبدأ اعتبارا من منتصف الشهر الجاري، بعد الانتخابات البرلمانية المقررة غدا الأربعاء.
يشار إلى أن الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة اختتمت في جنيف في 24 مارس/آذار الماضي من دون تحقيق أي تقدم حقيقي باتجاه التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي تسبب في مقتل أكثر من 270 ألف شخص منذ اندلاع الثورة على حكم بشار الأسد في مارس/آذار 2011.