أكد أمين سر تيار الغد السوري، عمار القربي، أن خيوط مفاوضات جنيف الآن في يد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وهما راغبان في التصدي لإفشالها وأيضا عدم تحقيق أي نجاحات ملموسة، حفاظاً على استمرار تسويق السلاح الروسي والأمريكي، بصرف النظر عن استمرار إراقة دماء الشعب السوري، واصفاً الدور الإيراني في سوريا بالمشبوه حيث ساعدت طهران في نقل المليشيات الشيعية من كافة أنحاء العالم لقتل المدنيين في سوريا.
موقع “إضاءة” السعودي، التقى المعارض السوري عمار القربي للتعرف على آخر مستجدات الوضع في معركة حلب بالإضافة لنتائج لقاءات جنيف وتأثرها بالمعارضة المسلحة داخل سوريا.
ما تعليقك على المعارك الدائرة رغم انطلاق مفاوضات جنيف؟
المعارك والتفاوض ليس تناقضًا فالعلاقة وثيقة بين الأمرين، إذ أن المعارك تهدف أولا إلى تقوية الموقف التفاوضي لدى كل طرف، لكن التناقض هو بالذهاب إلى المفاوضات مع معرفة النتائج مسبقًا، وأتحدث هنا عن الفشل لذلك فإن المجتمع الدولي وتحديدًا الولايات المتحدة وروسيا يريدان الهاء الرأي العام والصحافة بمفاوضات عقيمة تمتد إلى مالانهاية وتغطية الدم المراق على الأراضي السورية ، إن هذا المشهد العبثي هو بسبب انعدام الإرادة لدى الراعيان الدوليان بالوصول إلى حل وعدم جدية النظام السوري بتلك المفاوضات، ناهيك عن مراهقة وفود المعارضة وعملها لمصالح من أرسلها لا لمصلحة الشعب السوري وكل حسب تسمية وفده.
هل تعتقد أن القطبان روسيا وأمريكا راغبان في إيجاد حل سياسي لسوريا؟
نعم الآن كل الأوراق بيدهم ، ورقة النظام بجيب وورقة المعارضة بجيب آخر لكنهما للأسف غير جديان في إيجاد حل سياسي في سورية ويكتفيان الآن بإدارة الأزمة وتدوير زواياها ، وأن هذه السياسة شاهدناها في كل ملفات المنطقة بدءا من فلسطين وانتهاء بالعراق ، وأن تحويل سوريا إلى دولة فاشلة ومصدر دائم للتوتر يحقق ذريعة مستمرة لهاتين الدولتين بالتدخل بشؤون المنطقة وجعل سوريا بالدجاجة التي تبيع السلاح الروسي الأمريكي ويصدر الإرهاب ومن ثم تتم محاربته وبالطريقتين يتم قبض الفواتير وابتزاز الدول الإقليمية.
هل العداء العقائدي أطال أمد الحرب السورية؟
إيران متورطة حتى النخاع بسوريا ، متورطة بالسلاح والقتال والمال والدعم والإعلام وإدارة الصراع من طرف النظام إضافة إلى تجييش وتجنيد المليشيات المرتزقة من الأفغان والباكستانيين وغيرها من الجنسيات ناهيك عن الإشراف المباشر على المليشيات العراقية الطائفية المقدرة بعشرات الآلاف إضافة إلى حزب الله رغم عنوانه اللبناني …بينما الدور السعودي في سوريا يقتصر على الدعم الإغاثي والإعلامي والدبلوماسي فقط.
ما هي توقعاتك لمفاوضات جنيف؟
لقاءات جنيف تسيطر عليها واشنطن وموسكو بشكل جيد، ولذلك فهي لن تتوقف لكن غير مسموح لها بالنجاح أيضا.
هل تشعر المعارضة بالندم بعد معرفتها بالمخطط الشيطاني الذي تتعرض له سوريا الآن؟
المعارضة لم تكن موحدة يوما حتى تكون اليوم رؤيتها موحدة ، فهناك معارضات وأجندات، بالنسبة لي أجزم بأنه لا مخطط شيطاني ولا ملائكي في سوريا لأن الشيطان يحكم أصلا في دمشق ..هناك مخططا للمنطقة مطبق منذ أوائل القرن التاسع عشر ، بدأ بالاستعمار ومن ثم وضع حكاما تابعين له في كل الدول وزرع بذور الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية والحدودية بين الشعوب والدول قبل خروجه مع الإشراف المباشر على رجاله الذين استمروا بالحكم بعد الاستقلال الشكلي للدول العربية ، وكان من المفهوم طبعا أن يكون المجتمع الغربي غير راض عن الربيع العربي فعمل على إجهاضه بالتعاون مع الدول العربية التي لم يصبها الربيع وكانت تتخوف من قدومه بعد شتائها الطويل.
حديث روسيا عن جبهة النصرة..هل يعد اتهاما لأمريكا بدعم الإرهاب؟
هذا التصريح من لافرف يعد تبادلا للأدوار بينه وبين حليفه الأمريكي ، إذ انه من المعروف أن قصف النظام لحلب ومساعدة الروس له لم تتم إلا بغض النظر من الطرف الأمريكي بل وتشجيع منه ، وأن الولايات المتحدة تتحمل كل المسؤولية الأدبية والأخلاقية عن كل قطرة دم سالت في حلب لأنها صرحت زورا بأن جبهة النصرة “الارهابية” تسيطر على حلب وأعطت بذلك المسوغ لقصفها.. أما إن كان لافروف يقصد بأنه وكيري يدعمان الإرهاب بدعمهما لنظام السوري فهذا صحيح تماماً.
هل تعتقد أن سوريا تدفع ثمن صراع الأقطاب؟
سوريا لم تعد ساحة لحرب الأقطاب فقط بل أصبحت ساحة لتصفية كل الحسابات العالقة بين الدول الإقليمية والعالمية بل أصبحت مرتعا لحسم الخلافات المذهبية والدينية وملعبا للقتال العرقي والحزبي.
من يمتلك القدرة على التحكم بالجماعات الإرهابية حال حدوث تفاهمات سياسية؟
لا توجد إدارة حصرية للمنظمات الإرهابية في سوريا فهي شركات مساهمة مفتوحة على الكل ومن الكل، ولذلك يكفي الشعب السوري أن ترفع الدول يدها عن بلاده وهو كفيل بإنهاء كل أشكال الإرهاب والاستبداد لأنهما يفتقدان إلى أية حاضنة.
بعد مرور 5 سنوات على الحرب دون تنحي الأسد..على ماذا تراهن المعارضة؟
لاشك أن تحديات الشعب السوري قد زادت فبعد أن كان هاجسنا هو إسقاط الأسد وإقامة نظام ديمقراطي برلماني تعددي مدني أضفنا إلى الأهداف الآن قتال الإرهاب واجتثاثه وكذلك الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا، ناهيك عن المصالحة الوطنية بين كل الطوائف والأعراق في سوريا، وأخيرا إخراج كل المليشيات الأجنبية.
هل لديك تصور عملي للخروج من الأزمة السورية؟
حل الأزمة السورية لا يمكن أن يبدأ إلا باستعادة السوريين لقرارهم المسلوب وانتزاعه من الدول الغربية والإقليمية، وعندها سيقطعون المسافة الأطول باتجاه الحل.