يواصل المئات من أهالي مدينة السلمية في ريف حماة اعتصاما، منذ مساء الخميس الفائت، في حارة الجورة وعدة شوارع حولها وسط المدينة، يطالبون فيه بتسليم قاتل أربعة من أبنائهم وإخراج المسلحين الغرباء من المدينة.
بدأ الاعتصام، بعد مقتل ثلاثة شبان عند دوار زغرين شمال مدينة السلمية بريف حماة ثم تبعهم رابع متأثرا بجراحه، على يد المدعو “وليم ديب” المقرّب من مسلحي “آل سلامة”، حيث أطلق النار على الشبان “علي السنكري، كنان أبو قاسم وعبد الجبار ابراهيم” قرب منزله، فيما تضاربت الأنباء عن سبب الخلاف بين الأطراف.
وبعد ذلك، أغلق أهالي السلمية واللجان الشعبية التابعة للنظام مداخل المدينة، وانتشرت حالة تسليح كبيرة بين الأهالي، لمواجهة مسلحي “آل سلامة” الذين يعمل معهم “وليم ديب”، وينحدرون من قرية المحروسة غرب حماة، ولهم صلة قربى كبيرة بأهالي الصبورة، كما أنهم من الطائفة العلوية.
واحتج أهالي الضحايا الأربعة وأقرباؤهم، في طريق حماة الرئيسي وسط السلمية، وأحرقوا إطارات في الطريق، منددين بممارسات مسلحي “آل سلامة” بحق أبناء المدينة. كما شهد المكان إطلاق نار كثيف نحو السماء، وسط رفض أهالي الضحايا دفن الجثامين حتى تسليمهم المدعو “وليم ديب”.
وتناقلت عدة صفحات على موقع “فيسبوك”، مقتل الشبان الأربعة على يد المدعو وليم ديب بمساندة مسلحين، وأكدت إغلاق معظم المحال التجارية بالمدينة، احتجاجاً على مقتل الشبان.
وما زال أهالي القتلى الأربعة، ومن معهم معتصمين في شارع حماة، شارع حماة الفرعي، بالقرب من شارع زينب. وتؤكد مصادر، أن مطالب المعتصمين هي تسليمهم القاتل “وليم ديب” للأخذ بالثأر، وإخراج “مسلحي آل سلامة” من المدينة.
يذكر أن السلمية شهدت توترات عديدة مع مسلحي “آل سلامة” الذين بدؤوا الظهور بالمدينة كفريق مسلح عام 2013، مؤيد للنظام وقواته، وتساندهم عائلات أخرى من قرى محيطة بسلمية كآل حمدان ودردر والصالح، كما أن المدعو “أديب سلامة” قريب تلك العائلة، يترأس فرع المخابرات الجوية في حلب.
وشهدت بداية عام 2014 توتراً كبيراً بين مسلحي اللجان الشعبية التابعين للنظام، ومسلحي “آل سلامة”، وخرجت مظاهرة لمؤيدين ومعارضين للنظام، طالبت “آل سلامة” بالخروج من سلمية، لكنّهم فرقوها بالقوة، وأطلقوا شعارات طائفية ضد أهالي المدينة.
ويقول بعض أهالي السلمية إن مسلحي “آل سلامة” لهم رصيد من الخطف والسرقة بالمنطقة، ويشتكي آخرون من سطوتهم الأمنية واعتداءاتهم على من يعارضهم ويعارض النظام.
يذكر أن الضحيتين “علي السنكري وكنان أبو قاسم”، ينحدران من حارة الجورة وسط سلمية، والتي عُرفت بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011 باسم “ساحة الحرية”، حيث كانت مركزاً لانطلاق المظاهرات ضد النظام.