أكد أيمن الأسود عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري أن ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً حول خطة أمريكية قيد الدراسة لتنسيق الضربات الجوية مع روسيا في سوريا تأتي منسجمة تماما مع تسليم إدارة بارك أوباما للملف السوري كاملاً للروس، ولو أرادت الولايات المتحدة لتدخلت ضد التنظيمات المتطرفة في سوريا ومنعت الأسد من قصف المناطق المحررة والمدنيين دون استشارة الروس أصلاً او التنسيق معهم.
وكان مسؤولون اميركيون قد قالوا في وقت سابق إن إدارتهم تدرس خطة عسكرية لتنسيق الضربات الجوية مع روسيا في سوريا ضد تنظيم الدولة والنصرة شريطة أن تكف طائرات النظام عن استهداف المناطق المحررة التي تسيطر عليها المعارضة المعدلة، بحسب صحيفة الواشنطن بوست.
وأشار عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري في لقاء خاص مع مكتب التيار الاعلامي إلى أن رؤية الولايات المتحدة تبدو مبنية عملياً على جعل التأثير الخارجي بالملف السوري محصوراً بطرف واحد بشكل أساسي وهو الروس، فمن وجهة نظرهم، وهذا ما نفذوه على مدى سنوات مضت، إن وجود أكثر من فاعل بالملف السوري جعل من إمكانية اجتراح حل سياسي أمر صعب، فقد كان تدخل حلفاء النظام مؤثراً، ومن جهة أخرى كانت التصريحات عالية السقف من تركيا وبلدان خليجية وأوروبية، وكل طرف يسحب البساط السوري إلى ناحيته.
هذا و كانت رغبة الولايات المتحدة، بحسب السيد أيمن الأسود، أن لا يكون الحل في سوريا جذرياً كما أراده الشعب السوري وعلى قاعدة أطراف صراع منهكة، ولا غالب ولا مغلوب، كي تبقى منطقة الشرق الأوسط على قلق، منقسمة متشظية.
وانتقد الأسود الموقف الأوروبي و قال: من هنا نشاهد حياداً سلبيا في الموقف الأوروبي ووُضعَ التطرف في مقدمة المشهد السوري، وانخفض بشكل واضح مستوى التصريحات الخليجية والدعم المقدم للشعب السوري، وربما أيضاً التحول الدراماتيكي في الموقف التركي في الأيام الأخيرة تجاه روسيا وإسرائيل، وصولاً إلى تنسيق بين أهم جيشين في المنطقة في تعاطيهم مع الملف السوري.
في تصور عضو الأمانة العامة بالتيار فإن وضع أمريكا للملف السوري كاملاً بيد الروس وجعل بقية الدول متناغمة مع الدور الروسي سيضع أطراف الصراع في الداخل أمام حقيقة مرة، ألا وهي أن الحل بيد طرف واحد، الروسي طبعاً، تريد أن تروج لفكرة أن بامكان الروس أن يفرضوا على الأسد إدخال مساعدات للمناطق المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلين وما إلى ذلك ، مع علم الأسد بأن أي تهديد روسي بالتخلي عنه سيجعله على حافة الهاوية، ومن جهته سيقتنع الشعب السوري بأن إنهاء حالة الدمار والموت هي بيد الروس، وليس غيرهم.
وأكد الأسود أن كل هذا سيكون بداية طريق طويل لإيجاد حل سياسي في سوريا يلغي فكرة التغيير الجذري ويستند إلى تقاطع مجموعة مصالح دولية في المنطقة، ومن هنا يأتي التناقض بين تصريحات روسيا وفعلها على الأرض السورية ويبدو أهمية دور المعارضة السورية ودور التيار في التقليص من هذه الفجوة والتناقض .
وأضاف أن كل هذا الحديد والنار وسيطرتها على قرار النظام بالكامل، جعل منها المفتاح الوحيد تقريباً في الحل في سوريا، الطرف القادر على فرض حل سياسي يتناغم مع مصالح كل الدول، لكن الأهم أن نعرف أن هذا المفتاح تُمسكهُ اليد الأمريكية ولن تفلته بالكامل الى درجة انها اشترطت اتفاق تعاون عسكري روسي اميركي بقيادة أميركية كما ان الأميركيين لم يسلموا الخرائط التي بحوزتهم حتى الان للجانب الروسي والتي توضح أماكن تواجد المعارضة التي تعتبر معتدلة.