تيار الغد السوري يناقش مابعد زيارة موسكو

اجتمع المكتب السياسي لتيار الغد السوري برئاسة السيد أحمد الجربا رئيس التيار وعضوية السادة أحمد عوض أمين سر التيار ومنذر آقبيق الناطق الرسمي والدكتور أحمد جقل وأحمد شبيب والسيدة مزن مرشد حتى وقت متأخر من مساء أمس الأحد، حيث تمت مناقشة مجمل القضايا على الساحة السياسية والأوضاع الراهنة والخطة المستقبلية وزيارة موسكو التي قام بها وفد التيار الأسبوع الماضي.

وقال منذر آقبيق الناطق الإعلامي لتيار الغد السوري إن استقبال السلطات الروسية لوفد تيار الغد في موسكو كان مميزا، وشعرنا انهم يتطلعون لسماع آراء وأفكار جديدة، وأنهم مهتمون باستمرار التواصل والحوار.

وأكد الناطق الرسمي أن تيار الغد سوف يعمل في الأسابيع والأشهر القادمة على النقل الأمين للمزاج الشعبي السوري الذي يطمح بالتغيير السياسي الحقيقي وليس السطحي التجميلي، ذلك التغيير الذي من شأنه بناء سلطة جديدة تقطع مع الاستبداد الذي عانى منه الشعب لأكثر من نصف قرن.. تغيير يرسي دعائم دولة ديمقراطية مدنية تحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون والحكم الرشيد.

ونوه آقبيق إلى أن الحوار السياسي لا يتطلب أن يتفق الأطراف على كل شئ من اليوم الأول، ولكنه يسعى لإيجاد المشتركات ومن ثم تقريب المواقف، وسوف يسعى التيار من أجل ذلك أملا في حقن دماء السوريين، وتحسين الوضع الإنساني، وتحقيق الانتقال السياسي حسب بيان جنيف.

وأوضح آقبيق أن المكتب السياسي في التيار عقد أول اجتماعاته بعد الزيارة مساء أمس الأحد، وأنه كان هناك نقاش معمق لما جرى خلالها من حوار، واتفاق على وضع أفكار جديدة وخلاقة لنقلها ليس فقط إلى الجانب الروسي، وإنما لأكبر عدد ممكن من الدول المعنية بالشأن السوري سعيا نحو تحقيق الأهداف المنشودة المذكورة أعلاه.

من جانبه، قال محمد قنطار عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري أنه، ومن وجهة نظره، من المبكر أن نحكم على الزيارة أنها ناجحة أو لا، ولا يمكن ذلك إلا من خلال ما سنراه من آثار إيجابية لهذه الزيارة خلال الفترة القصيرة القادمة، إن كان من ناحية تعاطي الروس عسكريا في سوريا كإلزام النظام والتزامهم بوقف العمليات العدائية وقصف المدنيين، أو من خلال تعاطي موسكو في ملف المفاوضات وضغطها على النظام وحلفائه لدفع تلك المفاوضات باتجاه إيجابي.. عندها يمكن بكل ثقة أن نقول أن هذه الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس وبدون أدنى شك.

أما كيف نستفيد من تلك الزيارة، أضاف قنطار، فأعتقد أن الأمر ليس مرهونا بنا مطلقا، وإنما هو متعلق بالروس أنفسهم، بمعنى أننا فعلنا ما يتوجب فعله من خلال هذه الزيارة، وأدلينا بدلونا، وعبرنا عن مواقفنا للروس كشريك أساسي بالصراع في سوريا وشريك أساسي في إنهاء هذا الصراع أيضا أي أننا ألقينا الكرة بملعبهم، وبالتالي في حال تجاوب الروس مع المطالب التي قدمها وفد التيار لموسكو يمكن من خلال تغير موقف موسكو أن يتم السعي للحفاظ على وحدة البلاد وإنجاز استقلالها والاتجاه بالعملية السياسية باتجاه وقف الصراع والدخول في مرحلة انتقالية تضمن حقوق كل السوريين بمختلف انتماءاتهم وتوحدهم في مواجهة الإرهاب والمد الأصولي بعد إزاحة حكم عصابة الأسد الطائفية.

وفي ذات الاطار تحدث محمد طه عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري أنه في السياسة لايمكننا تجاهل أي باب يمكن أن يؤدي طرقه لتقديم شيء إيجابي للقضية التي نتبناها لذلك كان لابد من قبول الدعوة التي وجهتها روسيا للتيار .. فالزيارة مهمة للطرفين، الروس بعد تخبطهم باستدعاء وفود معارضة عديدة غلب عليها، حسب الصحافة الغربية والروسية تحديدا الهشاشة وعدم تمتعها بأي وزن سياسي أو شعبي، كان لابد لهم من دعوة طرف معارض ذو وزن ليقدموا أنفسهم كجادين في السير باتجاه حل سياسي، والزيارة مهمة أيضا لتيار الغد ليُسمع الروس والعالم من ورائهم رؤية التيار للحل والتأكيد على ثوابت التيار التي هي ثوابت الثورة السورية، وخاصة بعد حملة التشويه الممنهجة التي طالت التيار منذ تأسيسه.

واعتبر طه أن الروس بالتأكيد لن يستمروا إلى مالانهاية في دعم بشار الأسد، ولابد لهم من إيجاد حلول ترضي الأطراف الدولية، وخاصة الأميركان الذين تركوا الملف السوري برمته لروسيا باتفاق واضح أو ضمني، وبالتالي فالزيارة يمكن أن تكون بداية للتفاهم مع روسيا بعيدا عن العنتريات والمعارك البطولية الخيالية، فعلينا أن نكون واقعيين.

وشدد طه على أن قراءة الواقع وفهم حيثياته توجب علينا التعامل معه ومحاولة استخلاص حل يبقي على الثوابت ومحاولة كسب مايمكن كسبه على الأقل في وضعنا السوري المأساوي الحالي.

إلى ذلك قالت سمر علوني عضو تيار الغد السوري أن قبول التيار دعوة روسيا هو دليل على قدرة التيار كقوة فاعلة في المعارضة للوصول إلى حل سياسي. فلا يمكن تجاهل دور روسيا في حل الأزمة السورية، وتوجيه الدعوة للتيار من قبل الروس لاشك أنه مؤشر إيجابي.

واشارت علوني إلى أن المفاوضات مع الروس لاتعني التفريط بثوابت الثورة، بل قد تكون بداية جديدة للضغط على نظام الأسد وإيجاد حلول للملفات العالقة كالملف الإنساني، وقضية المعتقلين وتحييد المدنيين من القصف.. وصولا إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي ووضع دستور حديد للبلاد، ولاشك أن هذه الزيارة فتحت أفقا كبيرا أمام الدور المستقبلي للتيار وخصوصا إنها تأتي في فترة تجميد المفاوضات، كما أنها فرصة لعرض رؤية التيار السياسية والتزامه بثوابت الثورة.. ويبقى السؤال هل استطاع التيار اقناع روسيا بتغيير سياساتها في سوريا.. وإلى أي مدى؟.

واعتبرت علوني أنه لاشك بأن روسيا لن تتخلى عن مصالحها في سوريا وأنه لا حل سوى بالمفاوضات، واقترحت أنه إذا كان بالإمكان التنسيق مع بقية المعارضة المعتدلة فهذا مكسب للتيار، وتوحيد المعارضة بداية الحل.. وقدرة أكبر على فرض رؤية التيار وإمكانيته في الوصول بالحل السياسي إلى سوريا موحدة.

تعليقات الفيسبوك