أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن الوضع في البلاد بات تحت السيطرة، وتوعد بمحاسبة الانقلابيين، ودعا الشعب للبقاء في الشوارع درءا لأي محاولة تمرد جديدة، فيما أعلن فتح الله غولن “المتهم بالوقوف خلف الانقلاب” إدانته للمحاولة مؤكدا أنه عاصر عدة انقلابات ومن المهين اتهامه بذلك.
وقال يلدرم صباح اليوم السبت، في مؤتمر صحفي هو الأول من نوعه منذ الانقلاب العسكري الليلة الماضية، إن ما حدث كان محاولة من قبل “الكيان المواز” في القوات المسلحة، وإنه أظهر أن لتركيا تجربة كبيرة مع الديمقراطية.
ودعا رئيس الوزراء الشعب التركي للاحتشاد في الميادين والشوارع في المدن والبلدات الليلة رافعًا الأعلام، معربا عن شكره للشعب الذي قال إنه هو الذي أحبط المحاولة الانقلابية، وإن إرادة الشعب أقوى من أي إرادة أخرى.
وشدد يلدريم على أن الأمور لم تنته بعد، وأن الذي انتهى هو المرحلة الأولى مما حدث، موضحا أنه تمت السيطرة والقبض على من وصفهم بمن يشكلون العمود الفقري للعملية الانقلابية وكبار مدربيها، متوعدا باتخاذ كل الإجراءات ضد من “حاولوا النيل من أمتنا”.
ولفت إلى أن الأحداث أسفرت عن مقتل 161 وإصابة 1440 مقابل نحو 20 قتيلا و30 مصابا من الانقلابيين، وأكد يلدريم أن حملة الاعتقالات بحق المشاركين في الانقلاب ما زالت مستمرة، مشيرا إلى أنه تم اعتقال 2839 عسكريا، بينهم ذوو رتب رفيعة، لكنه عاد وأكد أن جميع الانقلابيين جردوا من رتبهم، واصفا إياهم بالخونة.
ولدى سؤاله عن احتمال اللجوء إلى عقوبة الإعدام بحق المتورطين في المحاولة الانقلابية، قال يلدريم إن هذه العقوبة ليست واردة في الدستور، لكن البرلمان سيبحث إجراء تغييرات لضمان عدم تكرار ما حدث.
وفي ظل الاتهامات لزعيم “الكيان الموازي” فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، دعا يلدريم واشنطن إلى تسليمه للسلطات التركية، مؤكدا أن أي بلد يدعمه لن يكون صديقا أو حليفا لتركيا.
فيما نفى رجل الدين التركي، فتح الله غولن، أن يكون له أي صلة بمحاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا، مساء أمس الجمعة، وقال في بيان نشره على موقعه الرسمي: “أنا أدين بأشد العبارات محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، الحكومة يجب الفوز بها عبر عملية انتخابية عادلة وحرة وليس بالقوة، أنا أصلي لله في سبيل تركيا والشعب التركي وللجميع في تركيا بأن تحل هذه الأوضاع بسرعة وبصورة سلمية”.
وأضاف: “كشخص عانى تحت وطأة عدة انقلابات عسكرية خلال العقود الخمسة الماضية فمن المهين أن اتهم بصلة في محاولة كهذه، وأنا أرفض هذه الاتهامات”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة محاولة انقلابية فاشلة نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لما تسمى “منظمة الكيان الموازي” التي يتهم فتح الله غولن بإدارتها، حاولت خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول الأوروبي والآسيوي، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة في أنقرة وإسطنبول، وفق تصريحات حكومية ومصادر إعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية برفض قاطع من المعارضة التركية والبرلمان رافقه احتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان ومديريات الأمن، مما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب، الأمر الذي ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.
هذا فيما أعلنت العديد من دول العالم إدانتها للمحاولة الانقلابية في تركيا، ولم تتوقف البيانات والتصريحات المؤيدة للشرعية الدستورية والمطالبة بالتهدئة وضبط النفس واحترام المؤسسات الديمقراطية في البلاد حتى الآن، سواء من الحكومات أو المنظمات، كما عبرت فعاليات وتجمعات المعارضة السورية السياسية والثورية والمجتمع المدني عن تضامنها مع الحكومة التركية المنتخبة وتمنياتها للشعب التركي بالأمن والاستقرار والحفاظ على مكتسبات الديمقراطية.