الخطيب: الاجتماع الأممي الأمريكي الروسي بجنيف لا يدعو للتفاؤل

عبر قاسم الخطيب عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري عن عدم تفاؤله حيال الاجتماع الأممي الأمريكي الروسي الذي عقد اليوم بجنيف وشكك بقدرته في هذه المرحلة على التوصل إلى حل سياسي في سوريا بسبب عدم جدية المجتمع الدولي في التعاطي مع القضية السورية.

جاء ذلك في تصريح خص به الخطيب موقع “إضاءة” تعليقًا على الحراك الدولي لحل الأزمة السورية في ضوء لقاء عقد اليوم الثلاثاء في “جنيف” وجمع موفد الأمين العام للأمم المتحدة “استيفان دي ميستورا” والمبعوث الأمريكي لسوريا “مايكل راتني” ونائب وزير الخارجية الروسي “غينادي غاتينوف” لبحث المسألة السورية.

كما رأى عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري أن القمة العربية فشلت في إيجاد طرح جديد لحل الأزمة السورية وتخفيف المعاناة عن الشعب السوري. وقال الخطيب: “للأسف هناك أنظمة تريد أن تفرض أجندتها على المعارضة السورية رغم أن ما تريده ليس ما يريده الشعب السوري والمعارضة السورية.

وأضاف الخطيب: للأسف الشديد المجتمع الدولي غير جاد في الوصول إلى حل سياسي في سوريا، ولا حتى النظام.. نحن كمعارضة سورية وافقنا على وثيقة جنيف 30 حزيران/يونيو 2012 كوثيقة دولية”. وأضاف: “هذا النظام شرد الملايين وقتل مئات الألوف وملأ السجون والمعتقلات، وارتكب جرائم حرب بحق مجتمع بأكمله.. وأربع عشرة محافظة سوريا عانت هذه المعاناة”.

ورأى أن التوصل لحل سياسي أو لاتفاق بين مع المعارضة سينهي بشار الأسد بالتأكيد، لذا فهو يتهرب من أي حل يرسو بسوريا إلى بر الأمان. واتهم المجتمع الدولي بعدم الجدية، إذ يستخدم سوريا لتصفية حسابات سياسية دولية، قائلا: هناك مشاكل لروسيا في أوكرانيا وتريد أن تحلها من خلال الملف السوري، وهناك قضايا عالقة فيما يخص الملف النووي الإيراني مع أمريكا والدول الغربية يراد حلها أيضًا من خلال الملف السوري.

وتابع: هناك إشكالات في المنطقة تريد دول من خلال مصالحها حلها عبر سوريا، مع الأسف الشديد.

وأضاف: لو المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري جادون في الوصول إلى حل سياسي لضغطوا على هذا النظام منذ 2012 وانتهى كل هذا الملف وعاد الأهالي إلى أماكنهم.. النازحين واللاجئين.

وردًا على سؤال لماذا هذا الحراك الدولي بقيادة أمريكا وروسيا ما دام يرى أنه لا توجد جدية في إنهاء معاناة الشعب السوري؟ قال منذ البداية حتى الآن هذا الحراك يعتبرونه لتحريك المياه الراكدة لكن دائمًا يبوء بالفشل، ولم نصل إلى أي نتيجة لتهيئة الأجواء للوصول إلى حل سياسي.

وحول إمكانية استئناف مفاوضات جنيف مرة أخرى الشهر المقبل، كما تردد في الآونة الأخيرة، وهل تلقيتم كمعارضة دعوة جديدة؟ قال الخطيب: لم نبلغ بأي شيء رسمي من المبعوث الأممي إلى سوريا “دي ميستورا” أو من فريق عمله ولم نتلقى أي دعوة.

وعن عدم دعوة المعارضة السورية إلى قمة موريتانيا؟ قال الخطيب إنه حدث تباين في المواقف لدى الدول بشأن حضور ممثل عن المعارضة إلى القمة، فمن جانبهم.. المملكة العربية السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي رحبوا بحضور وفد من المعارضة إلى القمة، بينما خرجت سلطنة عمان عن موقف مجلس التعاون وصوتت لعدم الحضور.

أيضًا هناك دول الجزائر والعراق ولبنان.. منذ البداية تصوت لصالح النظام ضد المعارضة، كما فاجئني تصويت السلطة الفلسطينية على عدم حضور المعارضة السورية.. في النهاية غابت المعارضة السورية وسوريا بالكامل عن القمة العربية.

وحول ما إذا كان ممكنا عودة مقعد سوريا في الجامعة العربية لنظام الأسد بسبب احتفاظ بعض الدول العربية بعلاقات معه، قال الخطيب: إن الجامعة العربية اتخذت قرارًا منذ 2011 بتجميد مقعد سوريا، ودعت إلى مؤتمر للمعارضة 2013، ونحن عندما كان الأمين العام السابق الدكتور نبيل العربي أمين عام للجامعة، التقينا معه مرات عديدة. وشدد الخطيب على أن الجامعة لن تقبل أن تسلم مقعد سوريا لمن يضرب شعبه بالبراميل المتفجرة والصواريخ البالستية والطيران وكل أنواع السلاح.

وعن تفسيره لتصريح الحرس الثوري الإيراني الذي قال فيه أن تواجده في سوريا هو للدفاع عن إيران، أكد عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري أن سوريا ليست مرتعًا لإيران التي تدفع بمشروع فارسي خبيث يدفع ثمنه الشعب السوري وتقوده أيضًا في العراق ولبنان. ونبه إلى أن المجتمع الدولي والدول العربية إن لم يكونوا جادين في حل الملف السوري فستشهد المنطقة في المستقبل حرب “سنية ـ شيعية”.

وأوضح قائلا: هناك تدخل لميليشيات أبو الفضل العباس العراقية الشيعية والحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” اللبناني الذي يؤمن بولاية الفقيه.. إيران تفعل كل ما في وسعها لتثبيت بشار الأسد ونظامه الطائفي.

وردا على تراجع أولوية إزاحة الأسد عن المشهد السوري وأنها لم تعد أولوية لدى المجتمع الدولي مع انعقاد اجتماع مهم لوزراء الخارجية والدفاع في أمريكا للتنسيق للحرب ضد تنظيم داعش وإغفال إسقاط الأسد؟ قال الخطيب إن أول من حارب “داعش” هو المعارضة السورية والجيش الحر، وأول من ساهم في إدخال “داعش” للمنطقة هو نظام الأسد عندما فتح أبواب المعتقلات للمتطرفين، وكذلك من سجن أبو غريب في العراق عندما سمح لهم نظام المالكي بالهروب تجاه سوريا، وفتح لهم السجون خلسة.

واعتبر الخطيب أن محاربة الإرهاب صارت كالمرض السرطاني في العالم، ويغذى في سوريا ليثبت للمجتمع الدولي أن الأسد يجب أن يكون على هرم السلطة ومعه جيشه ونظامه وأجهزته الأمنية بزعم أنه هو الذي يحارب الإرهاب. وأضاف: مع الأسف الشديد المجتمع الدولي يدرك هذه المسألة ويعرف جيدا وتماما أن من يغذي الإرهاب في المنطقة هو بشار الأسد رأس الإرهاب وأجهزته.

وحول موجة الإرهاب التي تضرب أوروبا حاليا وأثرها على اللاجئين السوريين، نفى الخطيب بشدة تورط أي سوري في أي هجمة إرهابية في أوروبا، مضيفا أن الكثير من الدول الأوروبية ترحب بالسوريين على أراضيها، وخلال السنتين الأخيرتين.. كل العمليات التفجيرية التي حصلت في بروكسل وباريس وألمانيا الشعب السوري بريء منها، وإلى الآن لا يوجد أي دليل على أن مواطنا سوريا قام بعمل تخريبي في أي بلد بالعالم، على العكس السوري ينقل صورة عن كونه ابن شعب حضاري ومتمدن ويستحق الحياة والحرية والكرامة.

تعليقات الفيسبوك