بث تنظيم القاعدة رسالة صوتية موجهة لجبهة النصرة أذيعت اليوم الخميس، كشف فيها أن بوسع التنظيم التضحية بروابطه التنظيمية مع القاعدة إذا كان ذلك لازما “للحفاظ على وحدتها ومواصلة المعركة في سوريا”، فيما أعلن أبومحمد الجولاني زعيم تنظيم جبهة النصرة في سوريا عن فك ارتباط الجبهة بالقاعدة وتشكيل كيان جديد.
وقال أيمن الظواهري زعيم القاعدة في التسجيل الموجه لجبهة النصرة “إن أخوة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة والمتحولة وإن وحدتكم واتحادكم وتآلفكم أهم وأعز وأغلى عندنا من أي رابطة تنظيمية.
هذا فيما أعلن أمير جبهة النصرة “أبو محمد الجولاني” في لقاء مصور، اليوم أيضا وفي وقت سابق، عن وقف العمل باسم “جبهة النصرة” وتشكيل كيان جديد باسم “جبهة فتح الشام”، وفك ارتباط الجبهة بتنظيم القاعدة.
وقال أمير جبهة النصرة في ظهوره العلني الأول: إن التشكيل الجديد يسعى للعمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه ورفع الظلم عن كل الناس، بالإضافة إلى تقريب المسافات بين فصائل المجاهدين في الشام، مشيرا إلى أن الكيان الجديد ليس له أي علاقة أو ارتباط بالتنظيمات الخارجية.
وأضاف أن فك الارتباط بتنظيم القاعدة يهدف لحماية الثورة السورية وجهاد أهل الشام، وتلبية لرغبة أهل الشام في دفع الذرائع التي يتذرع بها المجتمع الدولي في قصفهم وتشرديهم بحجة استهداف النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.
وقدم الجولاني الشكر لقيادات القاعدة على تفهمهم لضرورات فك الارتباط، ولتقديرهم مصالح الجهاد وتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة.
وجاء تسجيل الجولاني بعد ساعات من بث مؤسسة المنارة البيضاء التابعة لـ”جبهة النصرة” تسجيلا صوتيا دعا فيه أحمد أبو الخير نائب زعيم تنظيم القاعدة “جبهة النصرة” إلى المضي قدما بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين، مضيفا “نحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر”، في إشارة إلى انفصال التنظيمين عن بعضهما.
وفي أول تصريح من التحالف الدولي للحرب على الإرهاب قال قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال “جوزيف فوتيل” إننا قلقون من الخطر الذي تمثله جبهة النصرة ولو غيرت اسمها، وستظل جزءاً من تنظيم القاعدة.
وكانت “جبهة النصرة ” قد تشكلت في أواخر عام 2011، ونمت لتصبح من أبرز القوى المسلحة المعارضة لنظام الأسد في سوريا، حيث تبنت عدة هجمات وتفجيرات في حلب ودمشق، وهي ذراع لتنظيم “القاعدة”، ومصنفة ضمن قائمة الإرهاب من قبل مجلس الأمن.
ويتفق المجتمع الدولي على تصنيف تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” كمنظمات إرهابية، وأدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية كما فرض عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات.