تتواصل الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش في حي السرب، آخر معاقل التنظيم في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، حيث سقط ستة من مقاتلي سوريا الديمقراطية وعشرة من تنظيم داعش خلال المعارك التي جرت اليوم الثلاثاء.
من جهتها، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش إن طفلين قتلا إثر غارات للتحالف الدولي على شمال منبج، فيما أعلن مجلس منبج العسكري مبادرة يسمح من خلالها بخروج مقاتلي تنظيم داعش من المدينة مقابل سماح التنظيم للمدنيين في مناطقه بالخروج منها وإطلاق سراح المعتقلين لديه.
وفي وقت سابق، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من طائرات التحالف الدولي على كامل المربع الأمني وسط مدينة منبج، لتتقلص بذلك سيطرة تنظيم داعش إلى مساحة ضيقة، وينسحب التنظيم إلى الأطراف الشمالية للمدينة.
وتُعد منبج مركزاً استراتيجياً ولوجستياً لداعش. فهي تقع تقريباً في المنتصف بين الحدود التركية ومدينة الرقة التي أعلنها التنظيم عاصمة له. لذلك تعني السيطرة على البلدة تضيق الخناق على الإمدادات من الأسلحة والمقاتلين إلى داعش.
وتوفر الولايات المتحدة الدعم الجوي لمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، عن طريق غارات شكّلت فارقاً على أرض المعركة. لكن توجد تقارير عن سقوط أكثر من مائة ضحية بين المدنيين، ويحقق الجيش الأمريكي في مقتلهم.
ومع وجود القوة الجوية الأمريكية، إلا أن التحرك على الأرض كان صعباً بسبب نشر داعش للألغام في غالبية أرجاء منبج. وقد اكتُشف لاحقاً مصنع للمتفجرات يعود للتنظيم، ووصفت أمريكا عملية منبج بـ”المعركة التي لم نر مثلها من قبل”. لكن بعض المدنيين سعداء لمجرد هروبهم ونجاتهم.
وقالت شمسة محمد، إحدى السيدات الفارات من داعش، لـ”CNN عربية” إنهم كانوا خائفين من التنظيم، لكنهم اليوم أحرارا. وتضيف أنهم عندما كانوا في منبج، وكان هناك أربعة من القناصة فوق منزلهم. وعندما حاولوا الهروب، أطلق القناصة النار عليهم، وكان رصاصهم ينزل كالمطر. وأضافت أن مقاتلي داعش لم يدعوهم يرحلون، ولو أمسك عناصر التنظيم بهم أو رأوهم لقتلوهم.