أكدت مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية “هيلاري كلينتون” إن فرض حظر على الطيران في سوريا سيسمح بتوفير مناطق آمنة لملايين المدنيين، فيما اتهمها المرشح الجمهوري “دونالد ترامب” بأنها والرئيس الأمريكي “باراك أوباما” ساهما في تأسيس تنظيم داعش الإرهابي.
وقالت كلينتون، يوم أمس الأربعاء، خلال المناظرة الثالثة والأخيرة مع خصمها الجمهوري إنها ستواصل الضغط من أجل إقامة منطقة لحظر الطيران، مؤكدة أنها لن تدعم إضافة قوات أمريكية في العراق أو سوريا. وأضافت أن فرض الحظر الجوي في سوريا سيسرع في إنهاء الصراع هناك.
أما ترامب فقال خلال المناظرة إن كلينتون وأوباما ساهما في تأسيس تنظيم داعش بسبب سياساتهما المتخبطة في العراق وسوريا وليبيا، معتبرا أن الإطاحة ببشار الأسد قد تكون نتيجتها أسوأ من بقائه، قائلا إن الأسد أكثر صرامة وذكاء من كلينتون وأوباما.
وأضاف المرشح الجمهوري أن الكثير مما يحدث في حلب هو بسبب خطأ كلينتون، وأن “أمريكا تدعم مقاتلي المعارضة في سوريا ولكنها لا تعرف هويتهم”. ونوّه ترامب إلى إن أمريكا جعلت إيران قوية جدا وإنها “باتت تستولي على العراق، وستستفيد من معركة الموصل”.
وتبادل المرشحان انتقادات شخصية حادة، حيث وصفت كلينتون غريمها ترامب بأنه الأكثر خطرا على الإطلاق في التاريخ الأمريكي المعاصر، فيما اتهمها هو بالغباء والتسبب بأخطاء وكوارث على الولايات المتحدة والعالم.
ورفض ترامب التعهد بقبول نتيجة الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بغض النظر عن الفائز بها، مؤكدا أنه يريد إبقاء “التشويق” بهذا الشأن. وأثار هذا الموقف حفيظة كلينتون وقالت إن “هذا لأمر مروع”.
وحول العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وصفت المرشحة الديمقراطية منافسها بأنه “دمية” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقالت إن الأخير “يفضل أن يرى “دمية رئيسة” للولايات المتحدة”، وذلك ردا على قول ترامب بأن بوتين “لا يكنّ أي احترام لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة”.
وبشأن الوجود العسكري الأمريكي في الخارج، قال ترامب إنه ليس معقولا أن تدافع بلاده عن دول أخرى بدون مقابل، وشدد على أن “أمريكا لا تستطيع تحمل الدفاع عن السعودية أو ألمانيا أو دول أخرى”، مضيفا أن “اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية والسعودية دول غنية، فلماذا لا تدفع للولايات المتحدة مقابل حمايتها”.
وبشأن الهجرة، انتقدت كلينتون خطة ترامب لبناء جدار فصل على الحدود مع المكسيك وترحيل المهاجرين غير النظاميين، وقالت إنها إذا ما طبقت ستؤدي إلى “تمزيق البلاد”، وأضافت “لا أريد أن أرى قوة الترحيل التي تحدث عنها دونالد.. أعتقد أنها فكرة ستؤدي إلى تمزيق بلدنا”.
لكن ترامب رد بأن كلينتون تسعى لإزالة الحدود أو تركها مشرعة، وهو أمر من شأنه أن يسبب كارثة تجارية للولايات المتحدة.