قامت منظمة الأمم المتحدة بإجلاء موظفيها الأجانب من مقرهم في مدينة حلب إلى العاصمة دمشق، بشكل مؤقت، وذلك بعد تعرض الفندق الذي يقيمون فيه في أحياء حلب الغربية لقصف مدفعي.
حيث نقلت وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ” عن مصادر في حلب أن “الأمم المتحدة اتخذت على الفور قرارات بنقل موظفيها الأجانب من حلب إلى دمشق بشكل مؤقت، يوم أمس الثلاثاء، في حين أبقت على الموظفين المحليين هناك”.
وجاء قرار المنظمة الأممية، بعد تعرض مقرها في غرب حلب، مساء أول أمس الاثنين، لقصف بالدبابات وقذائف الهاون أدى لتضرر الطوابق العليا من المبنى، دون وقوع إصابات.
وتتخذ الأمم المتحدة من فندق الشهباء، الواقع غرب حلب، مقراً لها منذ فترة طويلة، وفقاً لما جاء في بيان صادر عن المنظمة بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وكان علي الزعتري، منسق الشؤون الإنسانية المقيم في سوريا قد قال يوم أمس الثلاثاء، “إنه لمن المروع أن المبنى الذي يضم مكاتب الأمم المتحدة كانت عرضة للاستهداف المباشر”، مضيفا “نحن ندين بشدة العنف المتزايد في كل من غرب حلب وشرقها، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، بمن فيهم الأطفال”.
فيما قال كيفن كينيدي، منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية، إنه من الضروري أن يتم منح المنظمات الإنسانية حق الوصول غير المشروط والآمن ودون عوائق، لتمكينها من الوصول إلى جميع الناس الذين بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية أينما كانوا”، مضيفا أن “الناس في حلب عانوا الكثير جدا، ولفترة طويلة جدا”.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان رسمي له إن الأمم المتحدة تدعو جميع أطراف النزاع في سوريا إلى حماية المدنيين والبنية التحتية في مدنية حلب بما في ذلك المكاتب الإنسانية والأفراد العاملين فيها من آثار الأعمال العدائية كما هو مقرر بموجب القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان.
وكانت موسكو أعلنت عن تعليق تحليق الطيران السوري والروسي فوق حلب، وذلك بعد معركة “ملحمة حلب الكبرى” التي أطلقتها فصائل المعارضة، مؤخرا، بهدف فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية.
وجاءت المعركة بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في مدينة حلب، والتي أعلنت عنها روسيا من طرف واحد بهدف تأمين خروج المرضى والجرحى والمدنيين والمسلحين من المدينة، والتي جاءت بعد ضغوط وإدانات دولية واسعة وانتقادات لروسيا حول تعاونها مع النظام السوري في استهداف المدينة.