كشفت مجلة فورين بوليسي أن الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت عن خطة لمعاقبة نظام الأسد لاستخدامه أسلحة كيميائية خلال الحرب الدائرة في سوريا منذ سنوات، وأنها تخلت عن عزمها حاليا على تدمير كامل ترسانته من هذا السلاح الخطير.
ونسبت المجلة، بحسب ما ترجم موقع الجزيرة، إلى مصادر دبلوماسية أن واشنطن تراجعت عن الاستمرار بجهودها الدبلوماسية الرامية إلى جعل النظام السوري يدمر كل المخزون الذي لديه من البراميل المتفجرة وغاز الكلور والذي يعتقد أنه يستخدمه في هجمات ضد بلدات واقعة تحت سيطرة المعارضة.
وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إنهم كانوا يأملون في رد أكثر صرامة، ولكن وضع علامة على التصويت يعتبر تقدما هاما في الجهود المبذولة لمحاسبة الجناة الذين استخدموا الأسلحة الكيميائية، وخصوصا أنه قيد الدراسة في مقر الأمم المتحدة في ترتل باي.
وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة حاولت الشهر الماضي حشد الدعم الدولي من أجل قرار يدين استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية أمام المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي.
لكن الولايات المتحدة تراجعت عن خطتها ضمن مساعيها لمعاقبة النظام السوري، وذلك تحت ضغوط من جانب روسيا وبعض القوى الكبرى، وبدلا من ذلك قامت واشنطن بدعم قرار مخفف يدين استخدام الأسلحة الكيميائية، وهو الذي تقدمت به إسبانيا إلى مجلس المنظمة.
وأكدت مجلة فورين بوليسي أن القرار الذي اتخذه المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم الجمعة الفائت كان قد أدان استخدام الأسلحة الكيميائية من جانب النظام السوري وتنظيم داعش، وأن المجلس حدد عددا من الإجراءات لتقوم بها المنظمة بهذا الشأن.
وأوضحت أن المجلس كلف المنظمة بالقيام بإجراء التفتيش على مواقع في سوريا تشمل المطارات التي ترتبط بنشاطات متعلقة بالأسلحة الكيميائية، وأضافت أن القرار لم يفرض أي إجراءات عقابية على سوريا، ولا هو طالب النظام السوري بالإفصاح عن مخزونه من الكلور أو البراميل المتفجرة.
كما ذكرت المجلة أن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين قالوا إنهم كانوا يأملون في رد أكثر صرامة، ولكن التصويت الذي جرى أمام المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يمثل خطوة هامة في الجهود الرامية لتحديد ومعاقبة المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة الخطيرة.
ونسبت إلى وزير الخارجية البريطاني “بوريس جونسون” وصفه القرار بأنه يؤكد مسؤولية نظام الأسد وتنظيم داعش عن استخدام الأسلحة الكيميائية المقيتة ضد المدنيين. وقالت فورين بوليسي إن الإخفاق بشأن عقوبات ضد استخدام السلاح الكيميائي قد يشكل اختبارا مبكرا للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.