رفض وزير الخارجية والمغتربين “وليد المعلم” اقتراح “الإدارة الذاتية” الذي طرحه المبعوث الأممي إلى سوريا “استيفان دي ميستورا” في مناطق وأحياء حلب الشرقية، فيما لم يطرح دي ميستورا على المعارضة هذه الاقتراح على المعارضة التي بادرت عدة هيئات منها لرفضه أيضا.
وقال المعلم، خلال مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع دي ميستورا، إن الأخير اقترح إدارة ذاتية لحلب الشرقية، مؤكدا أن الحكومة السورية ترفض هذا الاقتراح باعتباره ينقص من سيادة الدولة السورية على أراضيها”.
وتعاني أحياء حلب الشرقية المحررة أوضاعا إنسانية قاسية، كما شهدت تصعيدا في عمليات القصف الجوي والمدفعي من قبل قوات النظام، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وخروج جميع المشافي عن الخدمة، حيث اتهمت هيئات ومؤسسات المعارضة السورية الطيران الروسي والنظامي باستهداف “ممنهج” و”ارتكاب مجازر” في هذه الأحياء.
وأكد المعلم “عرضنا على دي ميستورا مشروعا آخر بالنسبة للمسلحين في شرق حلب فمن يرغب بالبقاء يمكنه تسوية وضعه ومن يود الخروج فالطريق ممهد له”.
وأشار المعلم إلى أن “المسلحين في أحياء حلب الشرقية منحوا أكثر من فرصة ولم يستفيدوا منها، وقال “قدمنا ثلاث فرص لهدن متتالية لإخراج الأهالي من أحياء حلب الشرقية، ولم تسمح التنظيمات الإرهابية لهم بالخروج عبر المعابر الآمنة التي حددتها الدولة”.
وتابع المعلم “متفقون على ضرورة خروج الإرهابيين من شرق حلب لإنهاء معاناة المدنيين في المدينة”.
ويشار إلى أن روسيا وجيش النظام أعلنا في 18 تشرين الأول/أكتوبر عن هدنة في حلب أحادية الطرف، وتم تديدها ثلاث مرات، حيث لم يغادر مناطق حلب الشرقية سوى عدد قليل وسط مزاعم من النظام أن فصائل المعارضة منعت الناس من المغادرة بقصف الممرات الآمنة وهو ما نفته المعارضة.
وقال المعلم “كنا نتوقع موعدا لاستئناف الحوار السوري السوري، ولكن لم نسمع من دي ميستورا ذلك”، وأوضح أنه “ربما ينتظر إدارة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية أو قيادة جديدة للأمم المتحدة”، وأردف “نحن نرحب بأي لقاء سوري سوري بعيدا عن أي تدخل خارجي وإذا عقد لقاء في سوريا أو جنيف فأهلا وسهلا”.
وكانت آخر جولة من المفاوضات السورية السورية عقدت في نيسان/أبريل الماضي بسبب تعنت النظام ورفضه القيام بوقف للأعمال العدائية واستمراره بقصف المدن والبلدات السورية بحجة محاربة الإرهاب ما أدى لوقف المفاوضات دون أن يتم التوصل لتحديد موعد دقيق لبدء جولة جديدة منها، بعد أن كان متوقعا انطلاقها في آب/أغسطس الماضي.
وفيما يخص الرقة، أوضح المعلم أن “الأمريكيين اتفقوا مع الأكراد على أن يقوموا بالتحرك بريف الرقة لتامين حصار المدينة، لكنهم اتفقوا مع الأتراك على من يدير مستقبل الرقة، وهذا الأمر مرفوض.. لا الأمريكي جاد ولا إمكانية للأكراد بتحرير الرقة على أرض الواقع”.
ووصف المعلم التدخل التركي في سوريا بالغزو، قائلا “التركي الذي غزا سوريا هو معتد سواء كان في الباب أو جرابلس”. مؤكدا أن “كل شبر من أرض سوريا سيحرر” على يد قوات النظام.
وفي سياق متصل أوضح المعلم أن الحشد الشعبي العراقي في تلعفر يمنع تسرب عناصر تنظيم داعش إلى سوريا، فيما أشار المعلم إلى أن “التجارب برهنت أن لا نتفاءل كثيرا بوصول لجنة التحقيق بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية” إلى سوريا للقيام بواجباتها، وعن دور الأمم المتحدة في سوريا قال المعلم “لا بديل عن دور للأمم المتحدة في سوريا، ولكن مع أمم متحدة تحترم سيادة أعضائها”.
وفيما يتعلق بالادارة الأمريكية الجديدة قال المعلم “نحن مع خيار الشعب الأمريكي، ومن السابق لأوانه التنبؤ بما ستكون عليه السياسة الأمريكية الخارجية تجاه سوريا”. وأضاف “ما نريده من الإدارة الأمريكية القادمة ليس فقط وقف دعم المجموعات المسلحة بل لجم الدول الإقليمية عن دعم تلك المجموعات”.
وجاءت زيارة دي ميستورا إلى دمشق، يوم أمس الأحد، بعد أسبوع من زيارة قام بها المبعوث الأممي إلى طهران ألتقى خلالها مع مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري لبحث الملف السوري.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا قد اقترح تشكيل إدارة ذاتية في شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة، وعقب محادثاته في دمشق، حذر دي ميستورا من أن الوقت “ينفد” بالنسبة للوضع في شرق حلب، وقال “نحن في سباق مع الزمن”، معربا عن الاستنكار الدولي لحملة القصف المكثف التي يقوم بها النظام السوري على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
كما حذر المبعوث الأممي من أنه “بحلول عيد الميلاد وبسبب كثافة العمليات العسكرية، قد نشهد تدهورا لما تبقى في شرق حلب، ويمكن أن ينزح نحو مئتي ألف شخص إلى تركيا، مما سيشكل كارثة إنسانية”.