استشهد اللواء المتقاعد أحمد الغضبان، المكلف بإدارة ملف المصالحة في وادي بردى، يوم أمس السبت، إثر إصابته بطلق ناري في الرأس أطلقه قناصة تابعون للنظام، فيما طالبت فعاليات مدنية في المنطقة ممثلي فصائل المعارضة الموجودة في تركيا بالضغط لتفعيل الهدنة في المنطقة او الانسحاب من المفاوضات.
مصادر ميدانية قالت إن قوات النظام كانت قد طلبت من اللواء المتقاعد أحمد الغضبان الحضور لحاجز دير قانون للتفاوض باسم أهالي المنطقة، وبعد إنتهاء الاجتماع والذي حضره محافظ ريف دمشق “علاء منير إبراهيم” وعدد من الوزراء والعميد قيس الفروة ووجهاء محليين من المنطقة تعرض اللواء الغضبان عند حاجز التكية لطلق ناري من بندقية قناص من جهة يتواجد فيها عناصر لحزب الله.
يذكر أن اللواء أحمد الغضبان كان يشغل قائد الفرقة 14 في الجيش العربي السوري، وهو متقاعد منذ عام 2003 ويستلم ملف التواصل مع النظام والمفاوضات عن وادي بردى منذ خمسة أعوام، وتم تكليفه مؤخرا وفق اتفاقية الحل السلمي المقدمة من اللواء “علي مملوك” لإدارة أمور المنطقة عسكريا وأمنيا.
وقد نعت اللواء الغضبان الهيئة الإعلامية في وادي بردى والفعاليات المدنية ومنها “الهيئة الإغاثية في وادي بردى وما حولها” و”الهيئة الطبية في وادي بردى” و”المجلس المحلي” وهيئة “الدفاع المدني” وأهالي الوادي متهمين ميليشيا حزب الله باغتياله بثصد إفشال الاتفاقية التي توصل إليها النظام والمعارضة والقاضية بتعليق الأعمال القتالية وإيقاف القصف وإدخال ورش الصيانة لعين الفيجة.
وناشدت الفعاليات المدنية في المنطقة قادة الفصائل المعارضة الإعلان وبشكل واضح عن انهيار العملية السياسية، وعدم التوجه إلى “أستانة”، حيث لا تزال حتى هذه اللحظة عمليات ومحاولات جيش النظام وميليشيا حزب الله اقتحام وادي بردى عسكريا ضاربين عرض الحائط كل اتفاقات التهدئة والمصالحة.
هذا فيما اتهمت مصادر تابعة للنظام من أسمتهم “إرهابيين” بإطلاق النار على أحمد الغضبان “بعد خروجه من اجتماع مع متزعمي المجموعات الإرهابية المسلحة في قرية عين الفيجة ما أدى إلى مقتله”.
وكانت ورشات الصيانة قد دخلت إلى عين الفيجة يوم الجمعة لإعادة تأهيل النبع، حيث أعلنت محافظة ريف دمشق أنه سيتم اتخاذ تدابير سريعة لتوصيل المياه إلى دمشق في أسرع وقت ممكن، وستم إصلاح الاعطال خلال ثلاثة أيام.
الأمر الذي رفضته ميليشيا حزب الله وحاولت مرارا استهداف وفود المصالحة والتوفيق من النظام والمعارضة مع عطل إجراءاتها وبعد دخول ورش الصيانة المتفق عليها تم اغتيال اللواء الغضبان مع أدى لانسحاب فرق الصيانة بسبب انعدام أي أجواء مناسبة لعملهم بسبب استمرار الرشقات النارية والقناصين.
وتم قطع الماء عن دمشق منذ أكثر من عشرين يوما بعد استهداف طائرات النظام لنبع عين الفيجة بقنابل فراغية ما أدى لتدمير المضخات والأنابيب الموصلة للمياه، وفشلت كل الجهود المحلية والمناشدات الدولية في إدخال فرق الصيانة بسبب استمرار الأعمال العسكرية ومحاولات حزب الله اقتحام المنطقة.
هذا فيما جددت قوات النظام وحزب الله هجومها على وادي بردى حيث شنت قوات النظام وحزب الله هجوما جديدا على الوادي من ثلاثة محاور سيطرت خلاله على قرية بسّيمة فيما صد مقاتلو المعارضة هجوما على وادي اللوز وحقل الزيتي من جهة قرية كفير الزيت.
كما سيطرت قوات النظام وحزب الله فجر اليوم الأحد على عين الخضرا في الوادي حيث باتت المعارك على مشارف قرية عين الفيجة.