نقلت صحيفة “حرييت” التركية اليوم الثلاثاء عن مسؤول عسكري تركي أن فصائل المعارضة التي تشن حملة “غضب الفرات” بدعم من الجيش التركي أنشأت مع قوات النظام ممرًا أمنيًا لتجنب المواجهات بين الجانبين خلال معركة استعادة مدينة الباب من تنظيم داعش.
وكانت فصائل المعارضة التابعة للجيش السوري الحر قد تمكنت حتى الآن من السيطرة على 40% من مركز مدينة الباب خلال عمليات حملة “درع الفرات” بغطاء جوي ومدفعي تركي، ويحتمل أن يكون الاتفاق الأخير بين الفصائل والنظام قد تم برعاية روسية تركية.
ويستمر تقدم فصائل المعارضة والجيش التركي من جهة غربي وجنوبي مدينة الباب، حيث تمكنت من السيطرة على عدة أماكن في حي زمزم جنوب غربي المدينة منها مسجد زمزم، ومستشفى الحكمة، والمركز الرياضي ومقر حزب البعث ومنطقتي السوق والمخازن.
وجنوبي المدينة سيطر الجيش السوري الحر على مناطق المركز الشبابي والفرن الكبير وصوامح القمح، ووصل إلى مفرق الطرق المؤدي إلى مدينة تادف.
واختارت فصائل حملة “درع الفرات” محاصرة الباب بدلا من محاولة الدخول السريع إلى مركز المدينة، وذلك لكسر مقاومة مقاتلي داعش والحيلولة دون وقوع خسائر بين المدنيين.
وفي حال رغبة عناصر داعش في الانسحاب من مدينة الباب التي يحاصرها عناصر درع الفرات لن يكون أمامهم سوى الانسحاب باتجاه الرقة عبر ممر ضيق في ريف حلب الشرقي.
ومع سيطرة فصائل الجيش السوري الحر على مفترق الطرق المؤدي إلى تادف، أعاقوا تقدم جيش النظام إلى الباب من جهة الجنوب. وكان القصف الروسي على مواقع داعش جنوبي الباب، أدى إلى تقدم قوات الأسد إلى المدينة من جهة الجنوب.
وبات جيش النظام يسيطر على المناطق الجنوبية من مدينة تادف إلا أنه لم يتمكن من السيطرة على مركز المدينة، ومع ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قوات النظام على المدينة بشكل كامل.
وذلك يكون تنظيم داعش قد بات منذ حوالي عشرة أيام محاصرًا بالكامل في مدينة الباب، بعد تقدم خلال الفترة الأخيرة لقوات النظام جنوب المدينة، وتقدم فصائل المعارضة من ثلاث جهات.
ليس واضحًا ما إذا كان الجانبان (المعارضة والنظام) يتسابقان ميدانيًا للوصول والسيطرة على الباب، أو أن كان هناك اتفاقا غير معلن بينهما عبر روسيا وتركيا، خصوصًا وأن روسيا التي تساند النظام في هجومه، كانت قدمت في وقت سابق دعمًا جويًا للعملية التركية الداعمة لفصائل المعارضة.