الملف السوري على طاولة مباحثات سلمان وأردوغان في الرياض

عقد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة بالعاصمة الرياض، اليوم الثلاثاء، جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تناولا فيها العلاقات الثنائية ومجالات التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وخصوصا الملف السوري.

وكان العاهل السعودي قد استقبل في وقت سابق اليوم الرئيس التركي حيث أجريت مراسم استقبال رسمية، وعزف السلامان الوطنيان للبلدين، وتم استعرض حرس الشرف، كما أقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء تكريمًا للرئيس الضيف والوفد المرافق له.

وفي سياق متصل التقى الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مع أردوغان حيث بحثا العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط بين المملكة وتركيا.

وجرى خلال اللقاء بحث آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة تجاهها وموقف البلدين منها، إلى جانب بحث أوجه التعاون بين البلدين في عدد من المجالات خاصة المجال الأمني منها وما يتعلق بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه.

كما التقى الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الرئيس أردوغان، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة من البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى رأسها محاربة الإرهاب.

وتكتسب زيارة الرئيس التركي للرياض أهمية خاصة لأكثر من سبب، أولها أنها أول زيارة له بعد عقد الدورة الأولى لمجلس التنسيق التركي السعودي في أنقرة قبل أيام. كما أنها قمة تعقد بين الزعيمين فيما الملف السوري يدخل مرحلة جديدة بعد اجتماعات أستانة واقتراب عقد مؤتمر جنيف 4.

وتشهد العلاقات بين البلدين تطوراً ملفتاً خلال عامي 2015 و2016؛ فقد عقدت ثماني قمم تركية سعودية جمعت أردوغان وقادة السعودية، بينها خمس قمم مع الملك سلمان، وقمتان مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف وقمة مع ولي ولي العهد محمد بن سلمان. كما شهد عام 2016 أربع مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين، وزاد حجم التبادل التجاري بينهما إلى ثمانية مليارات دولار.

وتتطابق الكثير من الرؤى بين الرياض وأنقرة خاصة حيال سوريا والعراق، وكذلك إيران وتدخلاتها في المنطقة، ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي. ويعمل البلدان على تعزيز العلاقات في مختلف المجالات التي تهم مصالح البلدين والشعبين كونهما أكبر اقتصادين في المنطقة.

وكان الرئيس التركي رجب اردوغان قد قال يوم أمس الاثنين في كلمة نقلها مباشرة تلفزيون البحرين التي كان في زيارة رسمية لها إن تركيا تسعى إلى إقامة “منطقة آمنة” خالية من “الإرهابيين” في شمال سوريا لتمكين النازحين بسبب النزاع السوري من الإقامة فيها، مساحتها أربعة أو خمسة آلاف كلم مربع. مضيفا أنه لإقامة مثل هذه المنطقة “لا بد من منطقة حظر طيران”.

وكان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قد أشار بدوره الشهر الماضي إلى مشروع إقامة “مناطق أمنية” في سوريا دون تفصيل.

هذا فيما ينفذ الجيش التركي وفصائل الجيش السوري الحر منذ آب/أغسطس الماضي عملية عسكرية برية واسعة النطاق في شمال سوريا تستهدف تنظيم داعش في مدينة الباب في ريف حلب.

وقال أردوغان إن تركيا يمكن، بعد الاستيلاء على الباب “الذي لم يعد إلا مسالة وقت”، أن تشارك في عملية لطرد إرهابيي تنظيم داعش من مدينة الرقة.

تعليقات الفيسبوك