حذرت الأمم المتحدة من احتمال حدوث فيضانات عارمة في سوريا جراء انهيار وشيك لسد الفرات بسبب ارتفاع قياسي لمنسوب مياهه جراء التخريب المتعمد من قبل تنظيم داعش وغارات التحالف الدولي.
حيث جاء في تقرير صدر عن منظمة الأمم المتحدة ونشرته وكالة “رويترز” أن منسوب المياه في بحيرة الأسد الاصطناعية خلف سد الطبقة ارتفع لنحو 10 أمتار منذ الـ24 من كانون الثاني/يناير الماضي، ما أدى إلى تسرب المياه من المنسوب الآمن للبحيرة. وأضاف التقرير أن هذا “الارتفاع الفائق” لمياه السد نجم، جزئيا، عن تساقط الأمطار والثلوج بغزارة في المنطقة، وجزئيا عن فتح تنظسم داعش لثلاث توربينات موجودة في محطة السد ما أدى إلى غمر الأراضي الواقعة أسفل السد.
كما حذرت الأمم المتحدة، استنادا إلى خبراء محليين في سوريا، من أن السد لن يتحمل المزيد من ارتفاع منسوب مياهه، وفي حال وقوع ذلك سيتضرر جسم السد ما يؤدي إلى انهياره لتعقبه كارثة إنسانية وبيئية في كافة المناطق الواقعة أسفل السد مرورا بالرقة ووصولا إلى دير الزور الواقعة على بعد 140 كيلومترا عن الرقة، حيث الحقول النفطية.
وكان ضرر بالغ قد لحق بمدخل السد بفعل الضربات الجوية التي شنها طيران التحالف الدولي على منطقة الطبقة، وفقا للتقرير الأممي. وأضاف التقرير أن مسلحي تنظيم داعش دمروا عمدا، عند انسحابهم خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر كانون الثاني الماضي، البنية التحتية الحيوية في منطقة الطبقة، من بينها ثلاث محطات للمياه وخمسة أبراج لخزانات المياه.
ويبلغ طول السد 4.30 كم وارتفاعه أكثر من 60 مترا، ويشكل السد خلفه بحيرة كبيرة طولها حوالي 90 كم من مدينة الطبقة وحتى سد تشرين عند أطراف مدينة منبج، ومتوسط عرضها 8 كم، ويتجمع في البحيرة ما يزيد عن 12 مليار متر مكعب من المياه، كما تقوم البحيرة بري أراضي زراعية شاسعة على طرفيها.
وكان تنظيم داعش قد دخل مدينة الطبقة وسيطر على محطة السد الواقع على نهر الفرات بريف الرقة في العام 2014 بعد أن احتل المدينة.
وحاليا تدور معارك طاحنة بين “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومسلحي تنظيم داعش الإرهابي من أجل استعادة مدينة الرقة، التي تعد معقلا رئيسيا للتنظيم في سوريا ضمن حملة “غضب الفرات” والتي تشارك فيها أيضا “قوات النخبة السورية”.