تركيا تعرض على الولايات المتحدة المشاركة في الهجوم على الرقة

قدمت تركيا مقترحين للولايات المتحدة الأمريكية بشأن تنفيذ عملية عسكرية مشتركة ضمن التحالف الدولي لطرد تنظيم داعش من معقله في محافظة الرقة. فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تنظيم داعش سيمسح من الرقة إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين الأتراك والأمريكان على عمليات مشتركة ضد التنظيم.

وقالت تركيا، بحسب ما نشرت صحيفة “حرييت” التركية، إن العملية المزمعة يجب أن تشارك فيها قوات عربية محلية بدعم محتمل من قوات تركية، بدلا من الاعتماد على “قوات سوريا الديمقراطية” التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية، التي تشن حملة لتطويق الرقة منذ تشرين الثاني/نوفمبر، قد تسبب في توتر العلاقات الأمريكية التركية ضمن حلف شمال الأطلسي. حيث يعتبر النظام في أنقرة المسلحين الكرد في سوريا امتدادا لمقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المحظور على أراضيها.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة الرئيس “دونالد ترامب” ستزود وحدات حماية الشعب الكردية بالأسلحة على الرغم من الاعتراضات التركية. وتقول الولايات المتحدة إن الأسلحة التي تزود بها قوات سوريا الديمقراطية تقتصر حتى الآن على العناصر العربية فيها لكن أنقرة تقول إن الأسلحة تذهب للعناصر الكردية وتطالب بوقف ذلك.

هذا فيما قال رئيس الوزراء التركي “بن علي يلدريم” أثناء زيارته لألمانيا لحضور مؤتمر ميونخ للأمن إنه ستكون هناك “أمور خطيرة” تتصل بالعلاقات مع الولايات المتحدة إذا شاركت واشنطن فصائل كردية في عملية الرقة ضد تنظيم داعش.

وقال للصحفيين “أبلغناهم بأنه لا يجوز استخدام منظمة إرهابية في محاربة منظمة إرهابية أخرى. أؤمن بأن الإدارة الأمريكية الجديدة ستأخذ ذلك في الاعتبار”.

وقالت صحيفة حرييت نقلا عن مصدرين أمنيين إن اجتماعا عقد يوم الجمعة في قاعدة إنجيرليك الجوية التركية، بين قائد الجيش التركي “خلوصي آكار” ونظيره الأمريكي “جوزيف دانفورد” تناولا فيه خارطتي طريق لعملية عسكرية في الرقة.

وأضافت الصحيفة في تقريرها أن أنقرة تفضل خطة عمل تدخل بمقتضاها قوات تركية وأمريكية خاصة الأراضي السورية مدعومة من كوماندوس ومقاتلين من المعارضة السورية تساندهم تركيا عبر مدينة تل أبيض الحدودية التي تخضع في الوقت الراهن لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.

ووفقا لتلك الخطة ستقطع تلك القوات عمليا الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب قبل التوجه نحو الرقة التي تقع على مسافة نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب.

وقالت الصحيفة إن تنفيذ مثل تلك الخطة سيتطلب من الولايات المتحدة إقناع الفصائل الكردية بإفساح شريط بعرض 20 كيلومترا للقوات المدعومة من تركيا عبر الأراضي التي يسيطرون عليها للتقدم جنوبا.

وقال يلدريم إن القوات التركية لن تشارك في القتال بصورة مباشرة لكنها ستوفر الدعم التكتيكي. مضيفا أن قوات الجيشين التركي والأمريكي سيكون لها وجود على الأرض.

ووفقا للصحيفة فالخطة البديلة والأقل ترجيحا التي طرحها آكار على دانفورد للتقدم نحو الرقة هي عبر مدينة الباب التي تقاتل قوات مدعومة من تركيا للسيطرة عليها منذ شهرين. لكن الصحيفة أشارت إلى أن الرحلة الطويلة التي تقطع 180 كيلومترا والطبيعة الجبلية تجعلان هذا الاحتمال أقل ترجيحا.

تعليقات الفيسبوك