إيضاحاً لموقفنا الوطني، وانطلاقاً من ثوابتنا في هذه المرحلة الحرجة من عمر ثورتنا، وتوضيحاً لموقفي الشخصي، بعد اعتذاري للمعنيين عن المشاركة -لأسباب خاصة- باسم منصة القاهرة التي أتشرف بالانتماء إليها، وإضافة لذلك، لابد أن أسرد الملاحظات التالية التي حالت دون قبولي المشاركة:
1- بالعموم لا جديد يمكن أن تحمله مفاوصات جنيف 4، فقد تحول إلى طقس دبلوماسي يتكرر، حاملاً ككل جولة منه تراجعاً جديداً عن مطالب الشعب السوري؛ بالانتقال إلى نظام ديمقراطي تتعددي يفكك بنى الاستبداد والفساد.
2- يأتي جنيف 4 في ظل عدم وضوح الرؤية الأمريكية بإدارتها الجديدة، التي لا ترى في إسقاط الأسد أولوية لها.
3- استمرار هيمنة هيئة الرياض التي انسحب منها من انسحب، وانتهت أصلاً مدتها القانونية كمرجعية للتفاوض.
4- بروز العسكر كطرف بعد الأستانة ومحاولة هيمنتهم على القرار الوطني الذي من المفترض أن يكون بيد الساسة وأصحاب الخبرة والكفاءة.
5- المجتمع الدولي الذي يطالب السوريين بالذهاب لجنيف والحل التفاوضي، في الوقت الذي يعجز فيه عن تقديم المساعدات للمناطق المحاصرة، التي يتعرض فيها يومياً المدنيون العزل للقصف والقتل.
6- لابد من القول صراحة أن الدول التي رعت وقف إطلاق النار لم تحرص على الالتزام به، والأمر ذاته ينسحب على الجميع، لتستمر المقتلة اليومية دون أفق واضح للحل.
وعليه، يتطلب الحل السياسي إيمانا حقيقيا لشركاء جديين وحقيقيين، وليس من الواضح أن النظام وداعميه يشعرون، إلى الآن، بالضغط أو الحاجة للوصول لاتفاق ينهي هذا الصراع المدمر لكافة الأطراف.