رغم الهدوء الذي تشهده جبهات أحياء ومدن درعا وشبه توقف للمعارك والاشتباكات، تواصل قوات النظام استهداف المناطق المحررة بشتى أنواع القصف، فيما استطاع تنظيم داعش الاستيلاء على عدة مناطق في حوض اليرموك وقتل العشرات من الثوار والمدنيين قبل أن ينجح الثوار باستعادة بعض المواقع.
حيث ألقى الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على أحياء درعا البلد المحررة، فيما شن الطيران الحربي أربع غارات على المنطقة التي استهدفتها قوات النظام بصاروخ أرض أرض من نوع “فيل”.
هذا فيما وثقت مصادر ميدانية خمسة وثلاثين شهيدا يوم أمس الثلاثاء في حصيلة غير نهائية لضحايا عدوان جيش خالد المبايع لتنظيم داعش في بلدات تسيل وعدوان وسحم الجولان وتل الجموع العسكري وحيط وجلين، إثر قيام عناصر جيش خالد بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق المدنيين والثوار حال دخولهم لمناطقهم.
وكانت كتائب الثوار المنضوية ضمن غرفة عمليات “البنيان المرصوص” قد نجحت خلال سبعة أيام من معركة “الموت ولا المذلة” في تحرير مواقع استراتيجية في حي المنشية بمدينة درعا وطرد عناصر النظام وعناصر الميليشيات الإيرانية واللبنانية خلال مرحلتين تكبد النظام خلالهما خسائر بشرية كبيرة.
وقالت مصادر في غرفة عمليات “البنيان المرصوص” إن المعارك لم تكن سهلة، خصوصا وأن النظام يتحصن في حي المنشية منذ أربع سنوات ويستخدم الأنفاق ليتنقل بين مواقعه، ولكن الثوار رصدوا معظم هذه الأنفاق وتمكنوا من التوغل في الحي والسيطرة عليه بالكامل.
وقد جاءت معركة “الموت ولا المذلة” ردا على محاولات متكررة من النظام للسيطرة على معبر درعا القديم، فأعلنت المعركة لصد الهجوم على الحي، ولم تكن الفصائل تنوي إعلان معركة في مدينة درعا التزاما بوقف إطلاق النار الذي من المفروض أن يكون ساريا في عموم سوريا، لكن معركتها في المنشية جاءت منعا لتوغل قوات النظام وردا على المحاولات المتكررة من النظام لخرق الهدنة والاستيلاء على مواقع جديدة بدعم من روسيا والميليشيات الإيرانية واللبنانية.
وعلى صعيد آخر، قام تنظيم داعش عبر جيش خالد بن الوليد بشن هجوم مباغت على القرى والبلدات المحررة في ريف درعا وحوض اليرموك مستغلا انشغال الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة بمعارك مع النظام، ليسيطر على تل جموع وبلدات تسيل وسحم وعدوان قرب مرتفعات الجولان وبالقرب من نقطة التقاء الحدود السورية الأردنية الإسرائيلية،.
وقد شن مقاتلو تنظيم داعش هجوما واسع النطاق من المنطقة التي يتحصنون فيها في بلدات جملة وعين ذكر ونافعة والشجرة، ونشروا عشرات من العربات المدرعة وعددا من الدبابات لاجتياح بلدات قريبة بمساعدة خلايا نائمة من السكان.
وقال مسؤول في جبهة ثوار سوريا إنه أمكن إخراج مسلحي تنظيم داعش لاحقا من قريتين على الأقل هما جلين والهيت بعد هجوم مضاد شنته فصائل الجبهة الجنوبية، فيما صرح مصدر أمني أردني بأن حالة التأهب القصوى أعلنت بين وحدات الجيش الأردني المرابطة على الحدود.