اعتبر منذر آقبيق، المتحدث الرسمي لتيار الغد السوري، أن المفاوضات السياسية السورية بين المعارضة والنظام مازالت صعبة وتحتاج إلى وقت طويل لتصل إلى حل، مشيرا إلى أنه من المستحيل حاليا، في ظل المعطيات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية، أن تنتصر وجهة نظر واحدة في سوريا على وجهات النظر الأخرى.
حيث قال آقبيق، في تصريحات لصحيفة ”العرب” اللندنية، إنه يتوقع أن تكون المفاوضات السورية بين المعارضة والنظام صعبة وطويلة، وستكون هناك جولات متعددة، مشيرا إلى أنه لا توجد أي أوهام لدى أي طرف في المعارضة بإمكانية حصول اختراق سريع في مسار الحل السياسي في سوريا، حيث مازالت المسافات متباعدة جدا بين نظام الأسد والمعارضة رغم ذهاب الجميع ضمن مرجعيات محددة، وهي بيانا جنيف وفيينا وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
جاء ذلك فيما تواجه الجولة الجديدة من المفاوضات بين المعارضة والنظام، كما سابقاتها، تباينا في المواقف يحد من إمكانية تحقيق أي اختراق على طريق حل الخلافات. ويلتقي وفدا المعارضة والنظام فيما تبقى العناوين الرئيسية للخلاف محل جدل وعدم توافق. ولا يتوقع أن يكون للتغير الكبير في السياق العسكري الداخلي والسياسي الإقليمي والدولي، التأثير الكبير على القضايا التي لازمت الجولات السابقة من المحادثات.
وأكد المتحدث الرسمي لتيار الغد السوري أنه لن تنتصر وجهة نظر واحدة في سوريا على وجهات النظر الأخرى، إنما المسار التوافقي هو المسار الوحيد المتاح في ظل المعطيات الحالية سواء العسكرية الداخلية منها أو العوامل الإقليمية والدولية.
وقال آقبيق “لسنا راضين في تيار الغد عن وفد المعارضة الحالي إلى جنيف، حيث أغلبهم كانت لديهم خيارات خاطئة في الماضي القريب، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يستمروا في ذلك. ومن حيث بروز ممثلي الفصائل العسكرية كمفاوضين سياسيين.. مازلنا لا نعلم إن كان ذلك مفيدا للعملية السياسية. وفي نفس الوقت تيار الغد لا يعارض العملية التفاوضية في جنيف، فالحديث على الطاولة أفضل بكثير من الحديث عبر المدافع”.
وبالنسبة لروسيا، قال آقبيق “إن موسكو تبدو الآن اللاعب الأهم في الشأن السوري، وبدأت المعارضة بمختلف أطيافها تدرك ذلك بعد أن كان الكثير منها في حالة إنكار للأمر”. ورغم أن روسيا لن تلعب أي دور مباشر في جنيف، على غرار إيران وتركيا، إلا أن ذلك لا ينفي قدرتها على التأثير في مجريات المفاوضات.
ويضيف آقبيق “روسيا تقول إنها ملتزمة بالحل السياسي التفاوضي بين السوريين بحسب بيان جنيف، ولكن علينا أن نتابع ونرى مدى التزام روسيا بذلك، والأهم مدى رغبتها وقدرتها في نفس الوقت على الضغط على نظام الأسد من أجل التعاون الجاد في موضوع الانتقال السياسي الحقيقي، وهو مفتاح الحل في سوريا”.