أغار سلاح الجو العراقي على مواقع لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية ردا على تفجيرات نفذها التنظيم في بغداد مؤخرا، فيما تتواصل الاشتباكات على جبهات دير الزور بين عناصر التنظيم وعناصر الأسد مع تحليق مكثف للطائرات الحربية واستهداف مناطق الاشتباك.
وقال رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” إنه أعطى الأوامر بتنفيذ الغارة في سوريا لضرب من يقفون وراء الانفجار الذي وقع الأسبوع الماضي في بغداد وخلف أكثر من 52 قتيلا.
وأضاف العبادي في بيان صدر ونشر عنه “لقد عقدنا العزم على ملاحقة الإرهاب الذي يحاول قتل أبنائنا ومواطنينا في أي مكان يوجد فيه، حيث وجهنا أوامرنا لقيادة القوة الجوية بضرب مواقع الإرهاب الداعشي في حصيبة (العراقية) وكذلك في البوكمال داخل الأراضي السورية والتي كانت مسؤولة عن التفجيرات الإرهابية الأخيرة في بغداد”.
وتابع قائلا “نفذ أبطال الجو العملية للرد على الإرهابيين بنجاح باهر”. فيما جاء في بيان منفصل لقيادة العمليات المشتركة العراقية أن الضربات وقعت صباح أمس الجمعة ونفذتها طائرات إف 16 مقاتلة ودمرت مقرات لتنظيم داعش في البوكمال.
وقال مسؤول أمني عراقي لوكالة رويترز “استهدفت الضربات مقرات يستخدمها تنظيم داعش لإعداد السيارات الملغومة في البوكمال بعدما تلقت المخابرات العراقية معلومات من مصادرها داخل سوريا”. هذا فيما أفادت مصادر مقربة من وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السورية بأن الغارة تمت بالتنسيق مع الحكومة السورية.
وفي واشنطن قالت الولايات المتحدة إنها ساعدت العراق بمعلومات مخابراتية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” الكابتن جيف ديفيز للصحفيين “بلى كنا على علم.. بل ودعمناها بالمعلومات”. وأضاف “إنها ضربة جيدة.. ضربة فعالة.. ضربة ضد أهداف تخص تنظيم داعش”.
ميدانيا أيضا، قال محمد عمر مراسل التيار في دير الزور إن الطائرات الحربية العراقية حلقت فوق القرى والبلدات الحدودية الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش اليوم السبت وأمس الجمعة حيث أدى القصف لارتقاء أكثر من ثلاثة شهداء ووقوع عدد من الجرحى في صفوف المدنيين في ذات المنطقة.
ومن جانب آخر، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات تنظيم داعش وبين قوات سوريا الديمقراطية في الريف الغربي لدير الزور وتحديدا على خط نهر الفرات المعروف بـ”خط الجزيرة”، حيث استطاعت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على عدة قرى بعد تراجع تنطيم داعش منها، ومن بينها قرى فنان شرقي وتل زهماق وبردان الغربي وتيوس بالإضافة لعدة نقاط غربي دير الزور.
وقد تراجعت قوات تنظيم داعش اليوم بعد معارك طاحنة دارت بين قواته وبين قوات سوريا الديمقراطية، كما شنت الطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي العديد من الغارات على مواقع وقوات داعش المنتشرة على جبهات القتال ليؤدي ذلك لتراجع قوات داعش وتكبيدهم خسائر كبيرة.
وتستمر قوات سوريا الديمقراطية ضمن حملة “عضب الفرات” بالتقدم في ريف دير الزور الغربي والسيطرة على قرى ونقاط في المنطقة وإجبار قوات داعش على التراجع، وذلك لتحقيق غايتها في عزل قوات داعش في دير الزور عن مراكز التنطيم في الرقة، مما سيضع قوات داعش في عزلة ويمكن حملة “غضب الفرات” من التوسع شرقي سوريا وإضعاف تنطيم داعش بشكل كبير.
ونبقى في دير الزور، حيث شنت طائرات التحالف الدولي عدة غارات على مناطق سيطرة داعش في ريف دير الزور الشرقي وتركزت الضربات على حقل التنك النفطي والمناطق المحيطة بالحقل شرقي دير الزور، كما استهدفت طائرات التحالف حاجزاً لقوات داعش قرب مدينة البوكمال مما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف داعش وذلك في بلدة الصالحية الواقعة شرقي محافظة دير الزور.