فصائل المعارضة في الشمال ترفض الدعم الأمريكي المشروط بالتوحد

رفضت فصائل معارضة في الشمال الغربي السوري تلقي الدعم الأمريكي اللوجستي النوعي المشروط بتوحدها في جسم واحد وقيادة موحدة، معلنة عن تفضيلها الانضواء في غرفة عمليات “درع الفرات” التي يدعمها الجيش التركي.

حيث قال قياديان في فصائل المعارضة لصحيفة “الحياة” إن مسؤولي “غرفة العمليات العسكرية” في جنوب تركيا، التي تضم ممثلين عن أجهزة الاستخبارات الداعمة للمعارضة برئاسة الاستخبارات المركزية الأمريكية، عقدوا الأسبوع الماضي اجتماعاً مع قادة الفصائل المعتدلة المدرجة على قائمة الدعم العسكري والمالي وأبلغوهم رسالة واضحة مفادها توقف الدعم إلى حين توحد هذه الفصائل في فصيل واحد وقيادة واحدة، وأعطي الحاضرون مهلة أسبوعين لتحقيق ذلك.

وقد شارك في الاجتماع قادة فصائل “جيش النصر” و”جيش العزة” و”الفرقة الوسطى” من حماة، والفرقتين الساحليتين من الغرب، و”جيش إدلب الحر” و”لواء الحرية” من شمال غربي سوريا، و”فيلق الشام”، إضافة إلى “جيش المجاهدين” و”تجمع فاستقم” و”الجبهة الشامية”، وتضم هذه الفصائل حوالي 25 ألف عنصر.

وقال مصدر غربي للصحيفة إن بعض قادة الفصائل انسحبوا من الاجتماع، في حين بقي آخرون وعقدوا اجتماعاً للبحث في كيفية التوحد، غير أنه لم يحصل إلى الآن تقدم ملموس أو معلن على رغم أن المهلة المتبقية لا تتجاوز أسبوعاً، “ما يعني عملياً احتمال وقف الدعم العسكري والمالي”. مشيرا إلى توقف وصول صواريخ “تاو” الأمريكية المضادة للدروع إلى الفصائل.

وكان مسؤولون أمريكيون أشاروا إلى أن إدارة الرئيس “دونالد ترامب” تبحث في وقف الدعم العسكري للمعارضة السورية، وأنها ستعمل مع روسيا لفرض وقف النار في سوريا ودعم مباحثات أستانة لتحقيق هذه الغرض ودعم العملية السياسية في جنيف. ولم يعرف ما إذا كان قرار تجميد الدعم شمل أيضاً الجبهة الجنوبية المتمركزة في الأردن لدعم حوالي 23 ألف عنصر من الجيش السوري الحر.

وقال قيادي في المعارضة إن فصائل “تجمع فاستقم كما أمرت” و”جيش الإسلام” و”صقور الشام” و”جيش إدلب الحر” قرروا الاستغناء عن دعم غرفة العمليات والانضواء ضمن “درع الفرات” الذي يدعمه الجيش التركي وخوض معارك ضد تنظيم داعش شمال حلب وطرد التنظيم من الباب. ويضم “درع الفرات” ما يقارب الخمسة آلاف عنصر، وسيرتفع عدده إلى عشرة آلاف بعد قرار انضمام فصائل جديدة إليه. وقال مسؤول غربي إن أنقرة قررت تقديم الدعم لفصائل “درع الفرات” لتخوض معركة الرقة عبر التوغل من مدينة تل أبيض على الحدود السورية – التركية، ما يعني مواجهات بين “درع الفرات” و”قوات سوريا الديموقراطية” التي تضم أكراداً على عداء مع أنقرة.

ولم توافق واشنطن بعد على خطة تركية لدعم مشاركة قوات محلية سورية في معركة الرقة، وحافظت على دعم “قوات سوريا الديموقراطية”، وكانت رسالة الدعم الأخيرة عبر زيارة قائد قوات العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط “جوزيف فوتيل” مناطق سيطرة الأكراد. وقال ناطق في القوات إن عناصرها “سيطروا على منطقة واسعة من ريف الرقة ودير الزور شملت تحرير 1762 كيلومتراً مربعاً من ريفي الرقة ودير الزور”.

تعليقات الفيسبوك