آقبيق: الأسد هو من يرتكب المجازر في سوريا

قال منذر آقبيق الناطق الرسمي باسم تيار الغد السوري لبرنامج “هنا العاصمة” الذي تقدمه لميس الحديدي على قناة CBC المصرية إن المكتب السياسي للتيار ناقش يوم أمس السبت تطورات الأوضاع في سوريا وخاصة في حلب، بالإضافة إلى العملية السياسية في جنيف وأمورا تنظيمية أخرى تخص مكاتب التيار.

وردا على كلام الحديدي أن سوريا أصبحت أرضا لحروب بالوكالة، وأن العالم أصبح كله يتصارع بالوكالة على الأرض السورية، وأن المواطن السوري هو الضحية الرئيسة لهذه الحرب التي تخوضها كل من روسيا وتركيا وإيران ودول الخليج؛ قال آقبيق: لا شك أن هناك تدخلات أجنبية تتمثل بصراعات عربية إيرانية تجري بالوكالة على الأرض السورية وصراعات دولية “روسيا والغرب”، ولكن جذر الصراع هو الصدام بين الشعب السوري ونظام الاستبداد الدكتاتوري الذي يمثله بشار الأسد، الشعب يريد إنهاء عصر الدكتاتورية والوصول إلى حكم دولة القانون والمواطنة والديمقراطية، يريد حرية، يريد كرامة وحقوق إنسان، أما ما وقع بعد ذلك فهو حصول كل هذه التدخلات التي نشهدها على الساحة السورية، وهو ما عقّد الصراع السوري وجعله طويلا إلى هذا الحد ودمويا إلى هذا الحد، مع عجز كامل للمجتمع الدولي والمجموعة العربية عن حقن دماء السوريين، بالإضافة إلى الخلافات الإقليمية والدولية التي لم تجد حتى الآن حلا لها أو تفاهمات، مما وضع الحل في سوريا في مكان مجهول، والآن لا يوجد ضوء في آخر النفق ولسنا متفائلين أن عملية السلام في جنيف سوف تؤدي إلى اختراق سياسي على المدى القصير والمتوسط، وذلك أيضا بسبب عدم وجود أفق إقليمي ودولي، وبسبب تمسك وتشبث بشار الأسد بالسلطة ورفضه القاطع للتغيير الديمقراطي في دمشق.

وحول الأوضاع في حلب واتهام المعارضة للنظام بارتكاب المجازر فيها؛ قال آقبيق: إن اتهام المعارضة للنظام أمر واقعي ومعلومات مؤكدة، لأنه، وبكل بساطة، المعارضة السورية لا تملك طائرات ولا هليكوبترات ونظام الأسد هو من يمتلك الطائرات في سوريا والنظام هو من يقصف حلب، وهو من يقصف كافة المدن السورية الخارجة عن سيطرته منذ خمس سنوات وحتى اليوم، وهناك تصعيد مؤخرا في حلب، وهو استمرار للحرب التي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري الذي ثار ضد نظامه تحت شعار “أقتلكم أو أحكمكم”.

وتعليقا على كلام الحديدي أن هناك معارضة تكفيرية في سوريا، ومن غير المعقول أن يخرج الشعب السوري من حكم بشار الأسد “الدكتاتوري” إلى حكم داعش والنصرة التكفيريان؛ قال آقبيق: إن داعش والنصرة ليسا من المعارضة السورية، وداعش هو تنظيم إرهابي عدو للشعب السوري، يقاتله الشعب كما يقاتل بشار الأسد، والنصرة أيضا تنظيم إرهابي ينتمي إلى تنظيم القاعدة الإرهابي الدولي، تسلل إلى سوريا بدون دعوة السوريين ودخل بسبب حالة الفوضى التي نتجت عن حرب الأسد على الشعب، والسوريون لا يريدونهم على أرضهم، أما الغالبية الساحقة من الثوار الموجودين على الأرض هم سوريون يريدون التحرر من طغيان بشار الأسد ويقاتلون داعش وفي وقت من الأوقات يجب أن يطردوا القاعدة وخلاياها في سوريا.

وعن التحديات التي ستواجه السوريين عقب سقوط بشار الأسد، قال آقبيق: إنه عندما ستنتقل السلطة من نظام الأسد إلى هيئة حكم انتقالي ستكون هناك تحديات وصعوبات، ولكن نسبة العنف ستنخفض كثيرا، لأن أكبر نسبة من العنف يتسبب بها بشار الأسد، لأنه يملك قوة نارية ويمارس القصف على المناطق المدنية، وستكون هناك تحديات أمنية لأن هناك أطرافا ستكون متضررة من الانتقال الديمقراطي، ومن هؤلاء.. المتطرفون كداعش والنصرة والميليشيات الشيعية كحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية والحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى فلول الأسد والميليشيات المؤيدة له.. كل هؤلاء سيشكلون تحديا أمنيا في المرحلة الانتقالية، وسيتعين على الشعب السوري مواصلة النضال ضد هذه الخلايا والتجمعات التي ستتضرر من التغيير الديمقراطي في سوريا.

وبخصوص مفاوضات جنيف حول الانتقال السلمي والسياسي في سوريا قال الناطق باسم التيار: إن الأسد وداعميه يعولون على انتصاره عسكريا على الثورة السورية، وهذا مستحيل، بدليل استمرار الصراع والحرب في سوريا لأكثر من خمس سنوات والأسد عاجز عن قمع الثورة أو إخمادها، والأسد ليس في وارد تسليم السلطة والانتقال السياسي في الوقت الراهن كما تسعى لها الأطراف في جنيف، والعملية السياسية في جنيف بحاجة إلى رافعة وهذه الرافعة يمكن أن تكون تغيرات ميدانية على الأرض تضعف موقف الأسد الميداني، أو تغيرات في الموقف الدولي الداعم للأسد يكون بموجب اتفاق روسي أمريكي على طبيعة الانتقال السياسي للسلطة في سوريا، ونحن لسنا متفائلين على المدى القصير والمتوسط، أما على المدى البعيد مع حصول تغيرات ميدانية ودولية بحيث يتفق الروس والأمريكان على إقصاء الأسد عن المشهد، وبالتالي تنحل المشكلة بنسبة 90% أو أن تكون للإدارة الأمريكية الجديدة في العام المقبل سياسة جديدة مستغلة نفوذها السياسي والعسكري لإنهاء الحرب في سوريا وحقن بقية الدماء السورية، وهذا متوقع في منتصف العام المقبل 2017، وحتى ذلك التاريخ سيبقى الحال على ما هو عليه من حرب دماء وقتل وتنكيل بالشعب السوري من قبل نظام الأسد وداعميه، والعملية السياسية ستظل بين شد ورخي دون أن تؤدي إلى أي نتيجة أو أي اختراق سياسي في الحالة السورية.

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق