قالت الأمم المتحدة إن الغارتين اللتين استهدفتا مخيماً للنازحين في محافظة إدلب جريمة حرب، فيما أدان مجلس التعاون الخليجي المجزرة، وتسبب القصف باستشهاد 34 شخصاً على الأقل في غارتين جويتين استهدفت مخيم الكمونة للنازحين السوريين، الواقع في ريف إدلب الشمالي بالقرب من الحدود السورية التركية.
كما طالب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، بإجراء تحقيق فوري في الغارات الجوية التي استهدفت المخيم، وأظهرت الصور التي نقلتها الرابطة السورية لحقوق اللاجئين وناشطون ميدانيون في المنطقة حجم المجزرة المروعة والخيام التي أتلفت وأحرقت وصور الضحايا الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء.
ومن جانبه قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين إن هذه الهجمات تمثل جريمة حرب بدون شك. وأضاف في بيان “مع وجود هذه الخيام في تلك المواقع منذ عدة أسابيع حيث يمكن رؤيتها بوضوح من الجو فمن المستبعد بشدة أن تكون هذه الهجمات القاتلة حادثا”.
من جهته، أدان مجلس التعاون الخليجي المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد بحق النازحين بمخيم قرية الكمونة، واعتبر الأمين العام للمجلس “عبد اللطيف الزياني”، أن قصف مخيمات اللاجئين المدنيين هي جريمة بشعة تجرمها القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وتعتبرها جرائم حرب.
وأضاف أن دول المجلس دعت الأمم المتحدة للإسراع في إجراء التحقيق في هذه الجريمة، كما دعوا مجلس الأمن الدولي للعمل على تنفيذ كافة قراراته بشأن الحرب في سوريا، وإجبار نظام الأسد على الالتزام بها.
وفي السياق اتهم وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، الأسد، باحتقار الجهود الدولية لإقرار وقف لإطلاق النار، وقد اعتبر البيت الأبيض أن الهجوم على المخيم غير مبرر.
كما أدانت برلين وباريس القصف الذي استهدف مخيم الكمونة للنازحين، حيث أدانت الحكومة الألمانية بشدة الهجوم وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية في برلين: “من يتصرف بهذه الطريقة يعرض كافة أسس الحل السلمي للنزاع للخطر”. وذكر المتحدث أنه بعد اتفاق الولايات المتحدة وروسيا على هدنة في حلب، تلقت برلين خبر الهجوم على المخيم أمس “بصدمة أكبر”. وطالب المتحدث كافة الأطراف بالإيفاء بالتزاماتهم في حلب “دون قيد أو شرط”، مضيفا أن حلب صارت رمزا للأوضاع في كافة سوريا.”
وأدانت فرنسا أيضا الهجوم على خيم الكمونة، ودعا بيان لوزارة الخارجية الفرنسية للتحقيق فيما وصفته بأنه “عمل مثير للاشمئزاز وغير مقبول يمكن أن يصل إلى جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية”.