وضع الشباب الفلسطيني في سوريا أمام خيارات صعبة بفعل التجنيد الإجباري والملاحقة المستمرة لما يسمى خدمة العلم، إما الهروب (الهجرة) إلى خارج حدود سوريا، وإما الهروب إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، هذا فيما حالة ارتباك وخوف تسود بين أبناء مخيم خان الشيح جنوب دمشق جراء إغلاق المنفذ الوحيد لهم كما هو الحال في كثير من المخيمات الفلسطينية في سوريا.
وبحسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا فإن معظم من بقي من الشباب الفلسطيني في سوريا يفضل الحصار وعمليات القصف والقنص داخل مخيمه على الذهاب إلى الخدمة العسكرية.
ويرى ناشطون أن ذلك يعود لعدة أسباب: أبرزها أن جيش التحرير الذي أُسس ليكون رافداً من روافد تحرير فلسطين بات اليوم بحسب بعض الدراسات والوقائع يمارس أجندات لا تخدم القضية الفلسطينية، ويغرد خارج السرب الفلسطيني، وذلك بعد تورط عدد من ضباطه بالعمل العسكري إلى جانب قوات النظام ضد مجموعات المعارضة.
كما أن عدم رغبة الشباب الفلسطيني حتى ومن أُجبر على الخدمة العسكرية بعدم حمل السلاح ضد أي جهة كانت، وعدم التورط في الصراع داخل سوريا، وقناعة هؤلاء الشباب بضرورة توجيه البندقية الفلسطينية لقلب العدو الصهيوني.
فيما يؤكد الناشطون أن سقوط عدد من المجندين والضباط الفلسطينيين ضحايا على يد مجموعات المعارضة السورية بسبب اعتبارهم صفاً واحداً إلى جانب قوات النظام يعتبر عاملاً مهماً بعدم انخراط الشباب في جيش التحرير، علماً أن مجموعة العمل وثقت 172 ضحية من عناصر الجيش قضوا منذ بدء أحداث الحرب، وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من العسكريين الفلسطينيين قضوا على يد قوات الجيش والأمن السوري لرفضهم الأوامر الموجهة لهم باستهداف المدنيين ومجموعات المعارضة السورية.
يضاف إلى ذلك حواجز النظام التي باتت تُشكل كابوساً جديداً يؤرق حياة الشباب الفلسطيني بعد نزوحهم من المخيم و” التفييش ” لهؤلاء الشباب، والخوف من الاعتقال وسحبهم إلى “السوق” موجوداً، وحملات الاعتقال التي تمارسها الأجهزة الأمنية السورية للشباب الفلسطيني من بيوتهم لإجبارهم على الخدمة العسكرية.
وعلى صعيد آخر، تسود حالة ارتباك وخوف كبيرة بين أهالي مخيم خان الشيح، جراء استمرار جيش النظام في بلدة الدرخبية والفوج (137) باستهداف المنفذ الوحيد لهم والذي يربط المخيم ببلدة زاكية، فيما أبدى ناشطون تخوفهم من محاولات النظام للسيطرة على الطريق ليتم اغلاقه بشكل نهائي وحذروا من مغبة فرض حصار على أبناء المنطقة.
ويعتبر طريق زاكية-خان الشيح الطريق الوحيد الذي يمد أبناء المخيم بالمؤن وحاجاته الضرورية، علماً أن جميع الطرق المؤدية للمخيم مقطوعة، مما يجبر الأهالي إلى سلوك طريق زاكية بالرغم من خطورته العالية، وقد سقط العديد من أبناء المخيم ضحايا خلال مرورهم عليه حتى أطلق أبناء المخيم عليه “طريق الموت “.
وفي السياق تعرضت أطراف المخيم الغربية والشرقية لاستهداف جيش النظام، في حين تحدث الأهالي عن وصول طلقات الشيلكا وشظايا القصف لمنازلهم، كما أدى القصف على طريق المخيم -المنشية إلى قطع التيار الكهربائي عن مخيم خان الشيح، وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة العمل وثقت 153 ضحية من سكان مخيم خان الشيح قضوا خلال أحداث الحرب في سوريا.