تجددت الاشتباكات، ليل أمس السبت، بين جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وفصائل جيش الفسطاط من طرف آخر، في أطراف بلدة مسرابا بغوطة دمشق الشرقية، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين الجانبين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد، إن هناك حالة توتر متصاعدة بين الأهالي من الاشتباكات الدائرة بين كبرى فصائل الغوطة الشرقية، وسط تخوف من مآلات الوضع فيها، ورصد نشطاء المرصد قيام خطباء من جبهة النصرة بـ”التحريض” على قتال جيش الإسلام. ونادى أحد الخطباء على المواطنين في أحد مساجد مدينة سقبا بالقول: “قتال جيش الإسلام واجب على كل مسلم”.
وأشار إلى أن بعض المناطق في أطراف بلدة دير العصافير ومحيط بلدة بالا، بالغوطة الشرقية، تعرضت لقصف بقذائف الهاون من قبل قوات النظام، دون أنباء عن إصابات، كذلك فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في محيط اتستراد السلام قرب مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية.
وأوقعت معارك عنيفة مستمرة منذ حوالي 20 يوماً نتيجة صراع على النفوذ بين الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق 300 قتيل على الأقل من المقاتلين، بحسب ما أفاد المرصد اليوم الأحد.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس: “قتل أكثر من 300 مقاتل خلال اشتباكات ناتجة عن صراع على النفوذ بين الفصائل في الغوطة الشرقية ومستمرة” منذ 28 نيسان/ابريل الماضي.
وتدور معارك عنيفة بين فصيل “جيش الإسلام”، الأقوى في الغوطة الشرقية، من جهة وفصيل “فيلق الرحمن” و”جيش الفسطاط” وهو عبارة عن تحالف لفصائل إسلامية على رأسها جبهة النصرة، من جهة ثانية.
وقال عبد الرحمن إن غالبية القتلى الـ300 ينتمون إلى “جيش الاسلام” وجبهة النصرة، كما قتل العشرات من فصيل “فيلق الرحمن”.
وبحسب عبد الرحمن فإن “الاشتباكات مستمرة برغم الوساطات التي تقدم بها اهالي الغوطة الشرقية والتظاهرات التي خرجت للمطالبة بوقف القتال”.
ومع استمرار الاشتباكات، تعمل الأطراف المتقاتلة على وضع سواتر ترابية وتثبيت نقاط تمركز في بلدات ومدن الغوطة الشرقية.
وبدأت الاشتباكات نهاية نيسان/ابريل اثر هجمات عدة شنها فصيل “فيلق الرحمن” على مقرات “جيش الإسلام”.
واستهدفت الهجمات مقرات “جيش الإسلام” في القطاع الأوسط للغوطة الذي يشمل مناطق عدة بينها سقبا وبيت سوى وجسرين وزملكا ومسرابا. واعتقل المهاجمون وقتها “أكثر من 400 مقاتل من جيش الاسلام وصادروا أسلحتهم”.
وأسفرت المعارك أيضاً عن “مقتل عشرة مدنيين، بينهم طفلان وطبيب نسائي من القلائل في الغوطة الشرقية والوحيد المختص بمسائل العقم والإنجاب في المنطقة”.
ووصف الهلال الاحمر السوري في دوما في بيان الطبيب نبيل الدعاس بأنه “من أهم أعمدة الطب باختصاصه في الغوطة الشرقية”.
ويحاصر الجيش السوري مناطق عدة في ريف دمشق منذ العام 2013. وابرز المناطق المحاصرة مدن وبلدات دوما وعربين وزملكا في الغوطة الشرقية. وتسيطر فصائل مقاتلة على هذه المناطق.