أحمد عوض: نعمل على تجمع وطني قائم على معطيات الواقع السوري

أكد أحمد عوض المستشار السياسي لرئيس تيار الغد السوري أن التيار، ورغم حداثة تأسيسه، يعمل على تدعيم بنيته التنظيمية والقيام بمشاريع سياسية وإقليمية من أجل بناء تجمع وبرنامج عمل وطني قائم على معطيات الواقع السوري الذي يشهد كل يوم تطورا جديدا، وهذا طبيعي في حدث بحجم الحدث السوري، الذي يؤسس لمرحلة جديدة من مراحل تطور المنطقة التي تشهد انزياحات عديدة بسبب اشتداد الصراع الداخلي والإقليمي والدولي.

وأضاف عوض في لقاء خاص مع المكتب الإعلامي في التيار إن مشروع تيار الغد السوري هو تأسيس لمشروع سوري وإقليمي جديد على عدة مستويات والعمل على مواكبة الحدث وقراءته كما ينبغي، ووضع آليات التعامل والمواجهة معه باستخدام أدوات الفعل السياسي العقلانية مؤكد أنه ينبغي على السياسة السورية أن تمتلك أدوات وإمكانيات الحوار مع العالم والواقع وضروراته ومعطياته.

تفاصيل الحوار الذي أجراه المكتب الإعلامي في تيار الغد السوري مع الأستاذ أحمد عوض:

تأسس التيار في آذار الفائت في القاهرة وضم كوكبة من السياسيين والنشطاء السوريين على رأسهم الشيخ أحمد الجربا، كيف تقيمون أداء التيار خلال هذه الفترة، وما هي أهم الملفات التي اشتغلتم عليها والمشاريع التي تعتزمون القيام بها؟

مع أن تيار الغد السوري لايزال في طوره الجنيني إلا أنه أخذ يعمل ومنذ انطلاقته على خطين متوازيين، الأول: تدعيم بنيته التنظيمية ووضعها في مسارها المطلوب، رغم الشتات السوري والظروف الصعبة التي يعيشها المواطن السوري سواء أكان في الداخل أو في الخارج، وأعتقد أن التيار لاقى إقبالا ملحوظا ومميزا من حيث عدد منتسبيه سواء أكانوا في داخل سوريا أو خارجها.

أما الخط الثاني الذي يعمل عليه التيار، فقد قمنا بوضع مشاريع سياسية وإقليمية، وبدأنا بالعمل على تنفيذها بالتواصل والحوار مع القوى السياسية الديمقراطية من أجل بناء تجمع وطني بقيادة جماعية وبرنامج عمل وطني مبني على معطيات الواقع السوري. والتيار بصدد الدخول في حوارات مع القوى الإقليمية لإنتاج نظام إقليمي يحقق مصالح شعوب المنطقة في العيش بأمان وسلام ورفاهية. وهذه أول مرة في تاريخ المنطقة يتم طرح مشروع بهذا الحجم لتنفذه قوى المنطقة ذاتها وليس مفروضا عليها من الخارج، كالأنظمة الإقليمية السابقة منذ “سايكس بيكو” وحتى الآن.

إن مشروع تيار الغد السوري هو تأسيس لمشروع سوري وإقليمي جديد على عدة مستويات رغم مشكلات العمل السياسي السوري المعروفة سابقا والحاصلة حاليا بعد أن تم رفع الغطاء عن المجتمع السوري فانطلقت كل شياطين ومريدي الطائفية والعرقية والمذهبية لتصبغ الفضاء السوري بلون قاتم يصعب فيه العمل السياسي بوضوح، حيث أصبح مطلوبا من الفاعل السياسي السوري العمل على عدة جبهات متحركة ومتزاحمة ويصعب التقاط مفاصل حركتها على عدة محاور وقضايا بوقت واحد، مثل العمل على إبقاء سوريا موحدة اجتماعيا وثقافيا وسياسيا وجغرافيا، ثم مواجهة الانقسامات الحادة في البنية الاجتماعية والفكرية السورية التي نتج عنها تدمير العقد الاجتماعي السابق وتذرّر المجتمع السوري إلى عدة مجتمعات طائفية وعرقية ومذهبية ومناطقية..

في هذه الأجواء ولد تيار الغد السوري الحامل لمشروع سياسي وطني حداثوي، ولكن تسارع الأحداث والتغيرات المتجددة يوميا تجعل من أي قوة سياسية شبه مشلولة، لكننا هنا سنحاول ونعمل على مواكبة الحدث وقراءته كما ينبغي، ووضع آليات المواجهة مستخدمين أدوات الفعل السياسي الباردة والعقلانية في عمق الواقع بأبعاده العسكرية والسياسية والفكرية.

وعلى هذا يعمل تيار الغد السوري على فتح أبواب الواقع المقفلة بمفاتيح متعددة يذهب بعضها نحو أعماق التاريخ وبعضها الآخر يذهب نحو أحدث ما في العصر من أدوات للحرب والسياسة. وعلى السياسة السورية أن تمتلك أدوات وإمكانيات الحوار مع العالم والواقع وضروراته ومعطياته.

تطورات كثيرة جرت مؤخرا على الساحة السورية الداخلية والخارجية، ميدانيا وسياسيا، ما هي رؤيتكم حيال هذه التطورات، وما هو موقف التيار من اجتماع باريس الأخير وبيانه الختامي؟

المسألة السورية تدخل كل يوم تطورا جديدا، عسكريا وسياسيا، وهذا طبيعي في حدث بحجم الحدث السوري، ونعتقد أنه يؤسس لمرحلة جديدة من مراحل تطور الشرق الأوسط، وستشهد سوريا انزياحات عديدة وكذلك المنطقة، وقراءة هذه الانزياحات واتخاذ مواقف بشأنها هو أمر بغاية الصعوبة بسبب اشتداد الصراع الداخلي والإقليمي والدولي.

أما حول “بيان باريس” فهو لم يأت بشيء جديد، يتناسب مع خطورة التطورات والتحولات التي حدثت في الفترة الأخيرة، والتيار في الحقيقة لا ينتظر شيئا من الخارج ويرفض أي تسويات سياسية ينتهجها الخارج ولا تأخذ بعين الاعتبار تحقيق الأهداف والطموحات الوطنية التي قدم السوريون تضحيات هائلة لم يقدمها شعب في المنطقة من أجل حريته وكرامته.

مازالت التجاذبات الدولية تكلف السوريين ثمنا باهظا من الدماء والدمار، والصراع العربي الإيراني والإقليمي الإيراني ساحته الرئيسية سوريا، بم تفسرون هذا الاستموات الإيراني في سوريا دعما وتأييدا للأسد ونظامه؟

إن الصراع الإقليمي حاليا في أشده استقطابا وحدة، فإيران تعتبر سوريا قضية وجودية بالنسبة لها وتدرك جيدا أنها ستخسر كل نفوذها الشرق أوسطي، وستتهاوى كل أوراقها بسرعة شديدة إن سقط نظام الاستبداد الأسدي، لذلك نرى أن أي فاعلية عسكرية أو سياسية في سوريا أو نحو سوريا ستكون خطوة صغيرة تعالج مشكلة ثانوية.

تعهدت واشنطن وموسكو بمضاعفة الجهود لإنهاء الحرب في سوريا، هل تعتقد أن الروس والأمريكان ومجموعة أصدقاء سوريا قادرون على التوصل إلى حل أو خارطة طريق بعد توقف مفاوضات جنيف وتعطل المسار السياسي؟

إن فشل مفاوضات جنيف متوقع جدا، وقد عبر التيار أكثر من مرة عن ذلك، والواقع السوري لم يصل بعد إلى مرحلة الحل، ومازال الواقع يتأزم كل يوم أكثر من سابقه، ولا تزال تدخله قوى جديدة كان آخرها روسيا وربما غدا تركيا أو السعودية أو غيرهما. وأي حل سياسي لا يأخذ بعين الاعتبار التحولات الهائلة في المجتمع السوري والتي أحدثتها الثورة السورية سيكون حلا شبيها بالحل العراقي بعد عام 2003 والذي نتج عنه عراق اليوم ذو الصراع العرقي والطوائفي والعشائري أيضا.

النظام يواصل انفصاله عن الواقع وتمثيلياته وادعاءاته بتجاهل الكارثة التي أوصل البلاد إليها ومؤخرا أجرى انتخابات نيابية صورية في المناطق التي يسيطر عليها، بم تفسرون هذا السلوك من النظام؟

نحن نعتقد بأن النظام المستبد في سوريا لم يكن منفصلا عن الواقع فحسب؛ بل كان يحاول، ولايزال، إضفاء رغباته وأمنياته وتجيير معطيات الواقع الداخلي والإقليمي والدولي لمشروعه الوحيد ألا وهو بقاؤه في السلطة وتقديم الخدمات للدول التي ترعاه، لأنه أصلا لم يملك ولا يملك أي مشروع آخر في سوريا والمنطقة.

خاص – المكتب الإعلامي في تيار الغد السوري

تعليقات الفيسبوك

اضف تعليق