اتهم عضوا تيار الغد السوري “مزن مرشد وحمد العبود” النظام الإيراني بتحويل الصراع في سوريا من ثورة شعبية طالبت بالحرية والكرامة إلى حرب طائفية بعد زج الآلاف من المقاتلين الشيعة الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين والأفغان لقمع حراك الثورة السورية، بالإضافة إلى الوقوف خلف نشوء تنظيمات ظلامية متطرفة ودعمها عبر التعامل معها اقتصاديا وتسليمها بعض المناطق لفرض سيطرتها عليها وإذلال أهلها والتنكيل بهم.
حيث قالت السيدة مزن مرشد عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري لصحيفة الرياض، في عددها الصادر صباح اليوم الخميس، إن الأسد كان لابد من التدخل الإيراني والروسي وسواه لضمان بقائه، فلولا دخولهم لكان الأسد سقط منذ السنة الأولى للثورة.
وتابعت عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري “لو دققنا وراقبنا إعداد قتلى جيش الأسد والخسائر اللوجستية التي تكبدها منذ بداية الثورة حتى الآن ستصبح صورة إفلاسه العسكري جلية، لذلك كان التدخل الإيراني في البداية وتلاه التدخل الروسي دعما لبقائه واستمرار حربه والدفاع عن كرسيه، وهذا ما بات يعرفه الجميع، وفي الوقت الذي يتبجح به الأسد بالسيادة الوطنية تحولت سوريا إلى اقطاعيات تقاسمتها إيران وحزب والله وروسيا وباتت الديموغرافية السورية خليطاً جديداً.
وأوضحت مرشد أن طهران، وخلافاً عن كل الداعمين للأسد، كان لها دور كبير في حرب النظام ضد شعبه، فتسلمت إيران زمام القرار على الأرض والتخطيط الاستراتيجي وإدارة المعركة قتالياً ولوجستياً ونفسياً، مشيرةً إلى إيعاز طهران للأسد بتحويل الصراع في المنطقة إلى اقتتال أهلي وصبغه بصبغة طائفية ليس فقط من أجل مصلحة النظام بل أيضا من أجل مشروعها الكبير المؤجل “الهلال الشيعي” مستغلة شيعة سوريا وشيعتها وشيعة العالم “بدعاية” تناسب أهدافها برفع شعارات الحمية الدينية والدفاع عن المقدسات مستفزة بذلك الأكثرية السنية في سوريا لتقحمهم في أتون معركة لم يعد أول أهدافها الإطاحة بالأسد بقدر ما أدخلت الثورة السورية بمرحلة تطور من مواجهة النظام، الذي بات فعليا بحكم الساقط، إلى مقاومة الاستعمار الجديد الذي أفرزه استعانة الأسد بحلفائه للبقاء. وأطلق الأسد ذراع إيران في البلاد لتتصرف بحسب أجندتها الخاصة ومصالحها بعيداً كل البعد عن مصلحة سوريا كدولة، محافظة على مصلحة الأسد فقط في البقاء بالسلطة بأي ثمن، وهذا ما جعل إيران تتصرف بحرية في محاولات تشييع الأقليات السورية من جهة ومحاولات تخويفهم للحفاظ على موقفهم المؤيد للنظام بحجة تخويفهم من السنة وتعزيز التفرقة الطائفية في سوريا كسلاح حرب ناجع ومضمون من جهة أخرى.
هذا فيما قال عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري، حمد العبود، إن التدخل الإيراني في سوريا ليس حالة طارئة فقط لمساعدة نظام الأسد وإخماد الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام الأمني المستبد في دمشق، بل وجودها منذ أمد طويل، ليس في سوريا فقط بل في العديد من الدول العربية من خلال المؤسسات والجمعيات المروجة لفكر الخميني بحجة مساعدة الشعوب المضطهدة ومناهضة إسرائيل، وأوضح العبود أنه عمليا كانت إيران تقوم بتشكيل جماعات مسلحة عقائدية متطرفة لبسط نفوذها معتمدة في ذلك على التجارة غير الشرعية والمخدرات لتغطية نفقات تلك الجماعات ومن هذه الجماعات حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والعديد من فرق الموت في مناطق مختلفة.
وأكد عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري أنه ما أن اندلعت الثورة السورية حتى كانت إيران جاهزة لتغير مسار الثورة وجعلها طائفية وتفريغها من مضمونها الحقيقي والتشويش على الثوار واتهامهم بالإرهابيين، وذلك بقيادتها خلية الأزمة في قمة النظام السوري وتحريك تشكيلاتها، ومن خلال المجريات على أرض الواقع نجد أن إيران لا تعتمد على طائفة معينة في تشكيلاتها بل تعتمد على العديد من مكونات والطوائف في سوريا، وندرك أيضا أن تنظيم “داعش” الإرهابي صنيعة إيرانية، وهذا يتضح من خلال عمليات تسليم واستلام مناطق سيطرة النظام والميلشيات الإيرانية من طرف و”داعش” من طرف آخر، ومن خلال الاشتباكات المفتعلة بينهم وعمليات التبادل التجاري وعلى راسها النفط والكهرباء والعديد من المواد الأساسية في مناطق التماس بين الطرفين، وخاصةً في “دير الزور وتدمر وحمص والمناطق الشمالية”.
وشدد العبود أن الشعب السوري يعول على التحالف العربي الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد التمدد الإيراني الصفوي في المنطقة وإنهاء احتلالها لسوريا مثلما فعلت في اليمن والبحرين والوقوف إلى جانب الشعب السوري المنكوب، والتعويل أيضا على دور مصر الإيجابي وترأسها لمجلس الأمن وتحركها الجاد لمصلحة الشعب السوري بأن تقوم بالضغط مع شركائها في المجلس على المجتمع الدولي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالأزمة السورية ومقررات جنيف بانتقال السلمي للسلطة في سوريا وتشكيل هئية حكم انتقالية كاملة الصلاحية لا تشمل الأسد وزمرته وتنفيذ القرارات التي تشمل إدخال المساعدات للمناطق المحاصرة وإطلاق سراح المعتقلين ووقف إطلاق النار.