قضى لاجئ فلسطيني بعد أيام من إصابته في مخيم خان الشيح بريف دمشق، كما منعت مجموعات من الثوار إدخال المواد الغذائية إلى مناطق سيطرة داعش في مخيم اليرموك، فيما تستمر معاناة الآلاف من فلسطينيي سوريا بسبب منع جيش الأسد عودتهم إلى مخيم السبينة.
فقد قضى الشاب الفلسطيني “نشأت محمد” من أبناء مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق الغربي، وذلك متأثراً بجراحه التي أصيب بها قبل أيام نتيجة قصف جيش الأسد، يأتي ذلك بعد يومين من قضاء الطفل “أحمد زهير طحيمر” إثر القصف الذي استهدف مناطق متفرقة من مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، بحسب مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا.
وأفادت مجموعة العمل أن حالة فزع كبيرة يعيشها أبناء مخيم خان الشيح، عقب شن طائرات الأسد غارات واستهداف المنطقة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، يوم أمس الأحد، وقالت إن الطيران الحربي “السوخوي” شنّ أكثر من (12) غارة على أطراف المخيم القريبة وكل غارة أربعة صواريخ، يرافقها الطيران المروحي والذي يلقي كل جولة له أربعة براميل، اضافة إلى قصف مدفعي من قبل تلة الكابوسية، حيث اهتزت منازل الأهالي وتحطمت زجاج نوافذها وسط حالة خوف كبيرة بين الأطفال والنساء.
كما استهدفت الطائرات منزل أحد أبناء المخيم في منطقة تحت النهر، مما خلف دماراً كبيراً في المنزل ولم ترد إلى الآن أي اصابات في صفوف المدنيين، كما واستهدف الجيش النظامي الموجود في الفوج (137) الطريق الوحيد الواصل بين المخيم وبلدة زاكيه بطلقات “الشيلكا”، في حين تواصل قوات النظام بإغلاق كافة الطرقات الواصلة بين المخيم والمناطق البلدات المجاورة له.
الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع الصحي والإنساني داخل المخيم، حيث حُرم الأهالي من الخدمات الصحية والإسعافية بشكل شبه كامل، بالإضافة إلى نقص حاد بالمواد الغذائية الأساسية كالخبز، حيث ناشد العشرات من الأهالي جميع المؤسسات الإغاثية العاملة في سوريا بضرورة العمل على إيصال مساعداتها إلى اللاجئين المحاصرين داخل المخيم، خصوصاً فيما يتعلق بالأدوية وحليب الأطفال.
هذا فيما أصدرت مجموعات من فصائل المعارضة في جنوب العاصمة دمشق، قراراً يمنع بموجبه إدخال المواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش في مخيم اليرموك، وقالت أنها اكتفت بالسماح للمدنيين القاطنين في تلك المناطق بإدخال حاجتهم اليومية من المواد الأساسية والغذائية.
وقالت المجموعات العسكرية إن هذا القرار يأتي رداً على قيام تنظيم الدولة- داعش بحصار أكثر من (90) عائلة من المدنيين في منطقة ساحة الريجة وشارع الـ 15 في مخيم اليرموك، وعدم سماحه للأهالي القاطنين في هذه المناطق بإدخال المواد الغذائية إلى بيوتهم، كونها تقع في مناطق تسيطر عليها جبهة النصرة.
وكان تنظيم داعش قد منع أهالي حي عين غزال الخاضع لسيطرة النصرة من إدخال الخبز وماء الشرب وكراتين المساعدات الغذائية التي حصلوا عليها من توزيع وكالة الأونروا في بلدة يلدا المجاورة للمخيم، وحمّل جبهة “النصرة” مسؤولية ما يحصل بالمناطق المحاصرة.
يشار إلى استمرار الاشتباكات وحالة الكر والفر بين داعش والنصرة في عدة محاور في المخيم، كذلك يستمر حصار الجيش النظامي ومجموعات القيادة العامة على المخيم لليوم (1079) على التوالي، وانقطاع الكهرباء منذ أكثر من (1140) يوماً، والماء لـ (629) يوماً على التوالي، ومنع ادخال المواد الغذائية والطبية ومنع عودة وخروج الأهالي من وإلى المخيم.
وبالانتقال إلى ريف دمشق، حيث يستمر جيش النظام وبعض المجموعات الفلسطينية الموالية له بمنع أهالي مخيم السبينة من العودة إلى منازلهم لليوم (932)، وذلك بعد أن أجبروا على تركها بسبب الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين الجيش النظامي ومجموعات من المعارضة المسلحة والتي انتهت بسيطرة الجيش النظامي على المخيم بشكل كامل، وتشير تقديرات شهود العيان إلى أن أكثر من 80% من المخيم مدمر تدميراً شبه كامل وتحديداً المنطقة الممتدة من جامع معاذ بن جبل وحتى فرن المخيم المعروف بفرن الأكراد، وهو ما يشكل المدخل الغربي للمخيم.
يذكر أن الأهالي قد نزحوا إلى البلدات والمخيمات المجاورة، ليدخلهم هذا النزوح في معاناة جديدة لم تتوقف على ترك منازلهم، بل تجاوزت ذلك لتشمل كل حياتهم التي تحولت إلى مأساة بسبب الظروف الاقتصادية وانتشار البطالة وضعف الموارد المالية.